جرى أمس السبت بطنجة، العرض الأول للفيلم الوثائقي” الريف 1958/5919 كسر جدار الصمت”، الذي يسلط الضوء على مجازر قوات الجيش في مناطق باالريف إثر اندلاع انتفاضة شعبية، من خلال تقديم الفيلم لشهادت ضحايا تلك المجازر ورواية خبراء وباحثين حول ظروف وأسباب الأحداث.

الريف المتمرد

يبدأ الفيلم الوثائقي، باستعراض تاريخي سريع لتاريخ منطقة الريف، بداية بفرض الحماية على المغرب ودخول أبناء المنطقة بزعامة عبد الكريم الخطابي في حرب مقاومة شرسة ضد الاحتلال الاسباني، مرورا بمرحلة نيل المغرب للاستقلال الذي شكل صراعا قويا في المنطقة بين أبناء المقاومة وحزب الاستقلال المهمين في تلك المرحلة، وانتهاء باندلاع أحداث الريف بمشاركة نحو 20 ألف من الجيش المغربي بقيادة ولي العهد انذاك الحسن الثاني والجنرال أوفقير.

شهادات مؤثرة

 يقدم الفيلم الوثائقي شهادات مؤثرة لضحايا تلك المرحلة الدموية، وهم أشخاص عايشوا تلك المرحلة عندما كانوا أطفالا قبل أن يصبحوا اليوم شهودا على أشه عملية قمع للجيش المغربي ضد ساكنة منطقة الريف.

التعذيب والاغتضاب والاعتقالات العشوائية ترددت في الشهادات المقدمة للفيلم، التي كانت مسرحا لها منطقة بني حذيفة وباقي المناطق المجاورة، التي جعلت أحد ضحايا تلك المرحلة يذرف دموعه بغزارة وهو يتذكر اعتقاله في سن مبكرة من طرف قوات الجيش واغتصابه على الرغم من صغر سنه.

ملصق الفيلم

التعذيب الوحشي الجماعي ونهب ممتلكات قرى في الريف، طبع تلك الأحداث بعد سحق المتمردين في الجبال، ولم يسلم منها حتى أطفال ونساء أبرياء تعرضوا للاغتصاب والتعذيب.

مجازر وقتلى

 لم يتطرف الفيلم الوثائقي إلى أرقام محددة حول أعداد القتلى جراء التدخل العسكري العنيف، غير أنه قدم رواية خبراء وباحثين وصحافيين عايشوا تلك المرحلة، في مقدمتهم الصحفي مصطفى العلوي مدير نشر يومية الأسبوع، الذي انتقل انذاك إلى الريف لمتابعة تدخل الجيش وقدم روايته حول تلك المرحلة .

كما قدم رواية مؤرخين وباحثيين وحقوقيين بارزين حول أسباب تلك الأحداث التي أجمعت على إحساس منطقة الريف بالتهميش جراء هيمنة حزب الاستقلال وعد م الالتفات إلى مطالب مناطق باالريف شاركت في مقاومة الاستعمار الاسباني.

كما أبرزت تلك الروايات حجم المجازر الجماعية التي ارتكبت من طرف الجيش الذي استعمل طائرات في قصف متمردين في الجبال.

هل منع الفيلم؟

 استطاع الفيلم الوثائقي الذي اشتغل عليه المخرد الشاب طارق الادريسي المقيم في بلجيكا طيلة عامين وكلف مليون درهم، أن يكسر فعلا جدار الصمت ويطرح أسئلة حارقة لمرلحة تاريخية هامة من المغرب الحديث.

 ونفى المخرج الشاب أن يكون قد تعرض للمنع بعد تأجيل عرضه في مدينتي الناظور والحسيمة، مرجعا ذلك إلى تأخر المركز السينمائي لرخصة عرض الفيلم، غير أنه أقر بتوصله بملاحظات من المركز السينمائي من أجل حذف بعض المشاهد الواردة في الفيلم ، التي لم يستجب لها في النهاية وجرى عرضه كاملا.

يشار إلى أن الفيلم الوثائقي حظي بدعم كل من مجلس الوطني لحقوق الانسان ومجلس الجالية المغربية في الخارج والاتحاد الاوربي، ويرتقب عرضه قريبا في مجموعة من المدن المغربية.

 

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version