ترتبط كنيسة سان أندرو بطنجة بأسقفية جبل طارق.. لقد تكيف هذا الدير الأنغليكاني مع السياق الإسلامي، فجدرانه بيضاء وسقفه أخضر؛ بحيث يمكننا الاعتقاد إنه مسجد.
تحيط بأسقفية سان أندرو مقبرة يعمها الهدوء. وبمجرد وصولي اقترب مني رجل يرتدي برنسا وهو يقول بالإنجليزية: هللو أنا مصطفى. سعيد بلقائك. حييته بدوري، فأردف قائلا:إنه يوم لطيف، أليس كذلك؟ إنه هادئ ولبق ويرشح بمشاعر الصداقة. كان إنجليزي الطباع بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. نفحته عشرة دراهم. انحنى شاكرا وهو يقول: على الرحب والسعة. ثم أردف بعد هنيهة تفكير: يوم لطيف حقا.. وكأن هذا اليوم المشمس الدافئ كان الأول طيلة هاته السنة!!
عثرت على قبر والتر هاريس عند منعطف طريق. كان هذا الرجل أسيرا عند الزعيم الجبلي الريسوني. قبره عبارة عن صفيحة من السيراميك الأزرق ونصب صغير وقرميد أخضر وشاهدة كتب عليها ما يلي:
والتر بورتن هاري
ولد في 29 أغسطس عام 1866
حل بطنجة عام 1886
وكان مراسلا لجريدة التايمز اللندنية في المغرب وبلدان أخرى
أحب الشعب المغربي
وكان صديقا له..
بحثت دون جدوى عن قبر زوجين شابين استمعت بالأمس إلى حكايتهما. كان شابا يعزف الغيتار في بار “دينز”. احتضنته وشجعته ودعمته “باربارا هوتون” التي وقعت صريعة غرامه. انفلت من بين ذراعيها لينجز زواجا رائعا. اقترن بشابة ثرية كانت وريثة عائلة من المصرفيين، وكانا يتبادلان حبا مجنونا، وفي أحد أيام فصل الربيع، سافرا إلى الرباط على متن سيارة موديل ماسيراتي، غير أنهما لقيا مصرعهما عند منعرج حاد. كان يعتقد بأنه رأى النور في يوم سعد، لكن الحظ العاثر كان له بالمرصاد.