تراجعت السلطات الإسبانية عن إغلاق المقبرة الإسلامية بضاحية “غريونيون” بالعاصمة مدريد، أمس الأحد، بعد ارتفاع الأصوات المنادية بالتراجع عن القرار، وتنظيم وقفات احتجاجية رافضة.
وأعلنت بلدية غرينيون عن إعادة فتح المقبرة أمام المسملين لدفن موتاهم، الأسبوع المقبل، ريثما تنتهي بعض الأشغال والإصلاحات، مؤكدة احترامها لحقوق الجالية المسلمة التي تقدر بحوالي 250 ألفا بمدريد.
وتضم المقبرة رفاة مئات الجنود المغاربة الذين شاركوا في الحرب الأهلية بإسبانيا أواخر ثلاثينات القرن الماضي، كما أنها تعفي الجاليات المسلمة من التكاليف الباهضة لنقل الجثامين إلى البلدان الأصلية للمتوفين.
وأوضحت بلدية غرينيون أن إغلاق المقبرة كان بغرض تعديل وضعها القانوني، وتوفير الشروط الصحية اللازمة بها، مؤكدة أنها تعتزم إنشاء نصب تذكاري للجنود المغاربة الذين شاركوا في الحرب الأهلية.
وكان المئات من أفراد الجالية الإسلامية بمدريد قد نظموا السبت الماضي وقفة احتجاجية على إغلاق المقبرة الإسلامية بغرينيون مؤخرا، والتي تعد من الأكبر في إسبانيا.
سبق ذلك تنظيم أفراد من الجالية المسلمة بمدريد، الأحد قبل الماضي، اعتصاما أمام مقر وزارة العدل الإسبانية بمدريد، وأمام بلدية غرينيون احتجاجا على إغلاق هذه المقبرة.
وطالبت المحتجون باحترام الدستور الإسباني لسنة 1978، خاصة المادة 2 المتعلقة بالحرية الدينية، واتفاقيات سنة 1992، التي وقعت بين الدولة الإسبانية وممثلي المسلمين بهذا البلد.
وكانت القنصلية العامة للمملكة المغربية بمدريد قد أوضحت، مؤخرا، أن البقعة الأرضية التي توجد عليها مقبرة غرينيون ليست في ملكية المملكة، بل تعود لوزارة الدفاع الإسبانية منذ سنة 1965، قبل أن تسلمها، لاحقا لبلدية غرينيون.
تقرير قناة الجزيرة عن الموضوع