شرعت وزارة التعليم الإسبانية، أمس الاثنين، في عقد اجتماعات مكثفة مع الجمعيات التي تمثل الجالية الإسلامية في مختلف الأقاليم لمناقشة سبل تفعيل قرار الحكومة بالبدء في تعليم الدين الإسلامي في المدارس.
ووافقت الوزارة على اعتماد 12 كتابا إسلاميا بالمدارس من سن 6 إلى 11 سنة، منها 6 كتب للتلاميذ و6 أخرى إرشادية للأساتذة، بحسب رياج ططري، رئيس اتحاد الجمعيات الإسلامية في إسبانيا.
وقال ططري، الذي شارك في تأليف وكتابة اثنين من هذه الكتب، إنه سيتم ترشيح أساتذة الدين الإسلامي من قبل الجمعيات الإسلامية لاعتمادهم من قبل الوزارة.
وأشار إلى أن اتحاد الجمعيات الإسلامية يمتلك الآن 50 أستاذا للدين يدرسون الدين الإسلامي في إطار برنامج تجريبي بدأ منذ العام 1998 في مدينة سبتة ومليلة، وتوسّع مع مرور الوقت ليشمل بشكل تدريجي مقاطعات الأندلس وكانارياس وأراغون والباسك.
وبحسب بروتوكول وزارة التعليم الإسبانية، سيحتاج الآباء خلال تسجيل الأبناء في المدارس إلى طلب مادة الدين الإسلامي اختياريا.
وتحتوي هذه الكتب على مواد تتضمن شرح القرآن الكريم والتوحيد والسيرة النبوية والأخلاق، وكُتبت فيها النصوص القرآنية باللغة العربية، أما بقية النصوص فكتبت باللغة الإسبانية.
يذكر أنه في 26 نونبر الماضي أصدرت الحكومة الإسبانية قرارا في الجريدة الرسمية للمملكة بشأن قانون اعتماد تدريس الدين الإسلامي داخل المؤسسات الرسمية وشبه الرسمية.
وجاء هذا القرار لتفعيل واحد من أهم البنود التي وردت في اتفاقية عام 1992 التي وقّعتها الحكومة الإسبانية مع المفوضية الإسلامية، وهي الهيئة المدنية التي تمثل مسلمي إسبانيا بشكل رسمي أمام السلطات.
يشار إلى أن عدد المسلمين في إسبانيا يبلغ مليونا و703 آلاف و529 نسمة، وهو ما يمثّل نسبة 3.61 بالمئة من مجموع سكان البلاد، وسيستفيد من هذا القرار أكثر من 230 ألف تلميذ وتلميذة يتلقون تعليمهم في المؤسسات التعليمية الإسبانية، بحسب المفوضية الإسلامية.
من جانبها، قالت المحامية المعتمدة لدى القضاء الإسباني، زبيدة بريك الديدي، إن القرار “يأتي في إطار استكمال تنزيل وتطبيق بنود اتفاقية التعاون الموقعة مع الحكومة منذ أكثر من عقدين، حيث إن الحكومات المحلية في مختلف الأقاليم الإسبانية تمتلك صلاحيات واسعة في مسألة التعليم ولم تفعل كل ما بوسعها لتطبيق تلك البنود”.