الأحداث التي عرفتها فرنسا بعد الهجوم الدموي على مجلة “شارلي إيبدو” أسالت الكثير من المداد، وأيضا أثارت الكثير من الجدل الذي لن ينتهي قريبا بسبب المعايير المزدوجة التي ينهجها الغرب في التعامل مع موضوع “حرية التعبير”.

أن تتم عملية هجوم قاتل ضد مجلة فهذا شيء لن يختلف اثنان على مبدأ إدانته بقوة، وأن تتخصص مجلة في إهانة الرموز الدينية والمقدسات الروحية للمسلمين، فهذا أيضا شيء لا يمكن لاثنين أن يختلفا حول إدانته بقوة.

لكن الإعلام الغربي يتصرف مع حرية التعبير وكأنها تقتصر على إهانة المسلمين فقط، وعندما يتعلق الأمر بديانات أخرى، أو حتى بشخصيات أخرى، فإن حرية التعبير تتحول إلى مقصلة، حث توجد قوانين في الغرب تجرم بصراحة أي واحد يقترب من الديانة اليهودية أو يتحدث عن مواضيع تاريخية حساسة مثل موضوع المحرقة النازية خلال الحرب العالمية الثانية.

والغريب أن رسامي “شارلي” إيبدو” أنفسهم لا يستطيعون الاقتراب حتى من شخصيات سياسية عمومية، حيث أن رساما فرنسيا عجوزا، كان يعمل في شارلي إيبدو، يواجه السجن حاليا لأنه سخر من ابن الرئيس الفرنسي السابق نيكولاس ساركوزي.

هناك أمثلة بالمئات، وربما بالآلاف، على ازدواجية المعايير في الغرب، وهذا ما ترجمته بجلاء نتائج الاستفتاء الذي طرحه موقع “طنجة أنتر” مؤخرا، عبر سؤال يقول: هل تعتقد أن حرية التعبير في الغرب مجرد نفاق؟ فأجاب 5 في المائة بأنها ليست نفاقا، بينما قال 95 في المائة من المستجوبين بأن حرية التعبير في الغرب مجرد نفاق.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version