بعد مغارات هرقل، ليس هناك في طنجة مكان أشهر من منارة كاب سبارطيل، ليس لأنها معلمة قديمة فقط، بل لأنها موجودة في أقصى نقطة بحرية في إفريقيا، وهي ترمز أيضا إلى منطقة شهدت الكثير من الأحداث وتعج بالأساطير.
بنيت منارة كاب سبارطيل في عهد السلطان المغربي محمد الرابع بن عبد الرحمان، وبناؤها تم بعد أن عرف مضيق جبل طارق غرق عدد من البواخر بسبب غياب منارات هادية، خصوصا وأن هذا البحر غريب الأطوار ومتقلب المزاج.
بناء هذه المنارة جاء بناء على طلب عدد من البلدان الأوربية القوية، وأيضا بطلب من الولايات المتحدة الأمريكية، التي صارت تعتبر الملاحة في مضيق جبل طارق حيويا وعلى قدر كبير من الأهمية.
بدأت هذه المنارة عملها في 15 أكتوبر من سنة 1864، وأضواؤها صارت تُرى على بعد 55 كيلومترا، وبذلك تم تجنب الكثير من الحوادث البحرية، خصوصا وأنها بُنيت مباشرة ما بين مدخل البحر الأبيض المتوسط الضيق والمحيط الأطلسي المترامي الأطراف.