تعيش الأميرة كريستسنا دي بوربون، الإبنة الصغرى للعاهل الإسباني خوان كارلوس دي بوربون، على أعصابها هذه الأيام، بعد أن تم استدعاؤها للمثول أمام قاضي التحقيق بخصوص اتهامها بتبذير المال العام.
ووجه القاضي خوسي كاستروا”، استدعاء للأميرة كريستسنا للمثول أمام محكمة بالما دي مايوركا، في الثامن من فبراير المقبل، حيث ستدلي بأقوالها بخصوص طريقة صرف ملايين الأوروات التي كانت تتصرف فيها جمعية للنفع العام يديرها زوجها، لاعب كرة اليد السابق إنياكي أوردانغارين.
وإذا كان استدعاء الأميرة للمثول أمام المحكمة كمتهمة، لم يثر الكثير من اللغط في البلاد، على اعتبار أن جميع المواطنين متساوون أمام القانون، إلا أن هناك اليوم جدلا كبيرا في البلاد يخص مسألة إعفاء الأميرة من المرور ب”ممر العذاب” أو “ممر الإهانة”، حسبما يصطلح على تسميته.
وهذا الممر هو عبارة عن حوالي 50 أو 60 مترا تفصل بين الطريق العام حيث تمر السيارات، وبين الباب الرئيسي للمحكمة، حيث لا يمكن للسيارات الوقوف مباشرة أمام الباب بسبب ضيق الطريق.
وعلى الرغم من أن محكمة مايوركا سارت على هذا المنوال لعشرات السنين من دون أن ينتبه أحد، إلا أن تورط أفراد من العائلة الملكة في إسبانيا في فضائح مالية واستدعاؤهم للمثول أمام المحكمة، جعل “طريق العذاب” يقفز إلى الواجهة، خصوصا مع الاهتمام الكبير الذي توليه وسائل الإعلام لهذه القضية.
وكمان زوج الأميرة كريستينا، إنياكي أوردانغارين، أول من مر من هذه الطريق قبل أشهر للإدلاء باقواله أمام القاضي، ووقتها تجمع عشرات المواطنين الإسبان وهتفوا ضده وضد فساد أفراد من العائلة الملكية، وهو ما سبب حرجا كبيرا للملك خوان كمارلوس.
ويحاول القصر الملكي الإسباني حاليا أن يجنب الأميرة كريستسنا هذه الطريق، من أجل تفادي “التشهير” و”التعذيب” الذي ستمارسه ضدها كاميرات التلفزيون، غير أن كل الأحزاب الإسبانية، باستثناء الحزب الشعبي الحاكم، طالبت بأن تسلك الأميرة “طريق العذاب”، شأنها في ذلك شأن باقي المواطنين.