منذ أن بدأ محمد اليعقوبي، مهمته واليا مؤقتا على طنجة قبل بضع سنوات، خلفا للوالي السابق محمد حصاد، لم تتوقف أطراف معروفة في طنجة بفسادها وانحيازها للصوص في مهاجمته سرا وعلنا.
وعلى الرغم من أن اليعقوبي كان يقضي أغلب الوقت في تطوان، المدينة التي كان واليا عليها قبل طنجة، إلا أن جهات معروفة حاولت في البداية أن تجعل منه مجرد قنطرة عبور نحو أهدافها ومصالحها وهدفا سهلا للانتقاد والتشويه، لكن مفاجأتها كانت كبيرة لأن حملاتها لم تلق آذانا صاغية لدى السكان.
وكان من الغريب أن جمعيات تزعم الدفاع عن حقوق المستهلكين ومصالح الناس، بادرت إلى شن هجومات بذيئة على الوالي اليعقوبي، إلى درجة أنها أصدرت ضده بيانات وسخرت منه لأنه وسع الطرقات وزاد عدد الحدائق وأوصل الكهرباء إلى مناطق مظلمة.
وخلال الأشهر الأخيرة، صارت لوبيات الفساد بطنجة تفعل كل ما تستطيع من أجل جعل اليعقوبي يرحل نحو منطقة أخرى، حتى أنه بعد وفاة والي الرباط السابق، المرحوم حسن العمراني، كان اليعقوبي على وشك الالتحاق بالعاصمة واليا عليها.
لكن تعيين اليعقوبي واليا على الرباط كان سيجعل منه مجرد موظف كبير، مهمته في غالب الأحيان حضور البروتوكولات والحفلات وتوقيع الأوراق المتراكمة فوق مكتبه، بينما عرف عنه أنه رجل ميدان ومهندس طرقات.
اليوم، وبعد تنصيب اليعقوبي واليا على طنجة، يبدو أن الكثير من لوبيات الفساد في المدينة ستحس بغبن كبير، لأنها رسالة ليست سارة لها، كما أن سكان المدينة ينتظرون من الوالي اليعقوبي الشيء الكثير في أفق ما يسمى طنجة الكبرى، ليس فقط في توسيع المدارت وشق الطرقات وغيرها، بل في محاربة الفساد في هذه المدينة التي أصبحت قلعة حقيقية للفاسدين والمضاربين بمستقبل السكان ومصالحهم. فليس من المعقول أن تتقدم طنجة نحو المستقبل بكل هذا الجيش من اللصوص والفاسدين والمافقين.