كشفت الفيدرالية المغربية للبلاستيك عن وجود خطر كبير يتهدد صحة المستهلكين المغاربة، جراء استعمال الفلاحين نوعا من البلاستيك المستورد من الجارة إسبانيا في الزراعات المغطاة، وطالبت السلطات المختصة بتوخي الحذر وإغلاق الحدود في وجه البلاستيك المستعمل المستورد من إسبانيا، الخاص بالزراعة المغطاة.

وقال نبيل الصواف، مدير الفيدرالية المغربية للبلاستيك «إن سماسرة يجلبون الأغشية البلاستيكية المستعملة من الحقول الإسبانية، ويعمدون إلى إدخالها في الحاويات التي تفرغ حمولتها من المنتوجات المغربية في أوربا، وهي أغشية متسخة وتعلق فيها الميكروبات والحشرات وأيضا المواد العضوية والمبيدات التي يستعملها المزارعون في زراعاتهم”.

وأضاف قائلا إن «السماسرة الذين يشتغلون في هذا المجال لا يؤدون شيئا للمزارعين الإسبان مقابل بقايا البلاستيك، كما لا يشكل نقلها أي عبء طالما تشحن في حاويات هي أصلا في طريقها إلى المملكة، لكن المشكلة الكبيرة هي أنها تنقل إلى الأسواق الأسبوعية وتباع للفلاحين الذين لا يملكون وعيا ومعلومات كافية عن الأخطار التي تحتويها”.

ويقول مدير الفيدرالية، إن ذلك يشكل خطرا كبيرا على الفلاحة الوطنية، ويهدد مساحات كبيرة من الزراعات، في عدد من المناطق، خاصة في مناطق فلاحية مثل واد زم وأزيلال وتادلة والسويهلة، وأكثر من ذلك فهذه الكميات التي تلج التراب الوطني تشكل ضررا على سمعة المنتوج الوطني، الذي سيفقد ثقة المزارعين المغاربة”.

وأضاف نبيل الصواف «إن المشكلة بدأت السنة الماضية وراسلت الفيدرالية السلطات المختصة بشأنه وتم تحسيس الوزارات المعنية وإدارة الجمارك، وقدمنا معطيات تتعلق بجهات معينة تنشط في هذه التجارة، والسنة الجارية انضاف إليهم آخرون، وقبل شهر تم إدخال كمية من البلاستيك المستعمل وحين تأكدوا أن الأمور تتم دون مشاكل تم الرفع من الكمية المستوردة، إذ تم فقط خلال الأسبوع الماضي إدخال 120 طنا، وتم أول أمس إدخال 80 طنا أخرى، في حين تنتظر أزيد من 90 حاوية دورها لولوج التراب الوطني أي ما يعادل أزيد من 250 طنا من البلاستيك المستعمل الخطير”.

وكان بلاغ للفدرالية تحدث عن أن «هذا البلاستيك غالبا ما يكون حاملا لمبيدات ملوثة ولا يستجيب للمعايير المحلية ولا الدولية، ما يؤكد على أنه يشكل تهديدا حقيقيا لصحة المستهلك المغربي”.

وأوضحت الفيدرالية أنها «تخلي مسؤوليتها في حال حدوث مشاكل صحية جراء استيراد البلاستيك المستعمل الخاص بالبيوت الفلاحية المحمية»، وعبرت عن رفضها «وبشكل قاطع الإساءة إلى صورة الصناعة البلاستيكية المغربية”.

وأشارت إلى أن «البلاستيك المستعمل الخاص بالبيوت الفلاحية المحمية والقادم من إسبانيا يغزو البلاد منذ سنوات عبر ميناء طنجة أو من خلال قنوات مشبوهة»، موضحة أنه «لو كان التصريح بهذا البلاستيك المستعمل يتم تحت مسميات عادية، وخاصة به، لما كانت الجمارك سمحت بعبوره، لأنه لا يستجيب لأي معيار دولي وخاصة للميثاق الوطني للبيئة ومخطط المغرب الأخضر”.

وأكدت أن «نسبة التلوث بالمواد العضوية والمبيدات مرتفعة جدا ببلاستيك البيوت الفلاحية المستعمل، الأمر الذي يجعل منه خطرا حقيقيا على أصعدة متعددة”.

وحثت الفيدرالية المغربية للبلاستيك السلطات المعنية على «القيام بواجبها لحماية المستهلك المغربي»، مشيرة إلى أنها أجرت اتصالات مع المركز الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، ومع وزارات الصحة والبيئة والفلاحة والصناعة والإدارة العامة للجمارك، بشأن «اجتياح هذه المواد الخطيرة التي تهدد حياة المواطنين وكذا السياسة البيئية والفلاحية للمغرب برمتها”.

وتابعت أنه في حال اجتياح الحشرات والفيروسات التراب المغربي، سيصبح التخلص منها شبه مستحيل، مستشهدة في هذا الصدد «بنموذج الذبابة البيضاء»، ومنبهة إلى «التأثير الاقتصادي السلبي على قطاع صناعة البلاستيك التي انخفضت طلباتها سنة 2014، جراء الواردات المشبوهة نحو سوق يستطيع الإنتاج المحلي تغطيته بشكل صحي ومريح”.

عن “المساء”

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version