يشهد المحيط البيئي بسواحل الجماعة القروية القصر الصغير حالة من التردي والتدهور مما أصبح يهدد الصحة العامة لساكنة المنطقة وزوارها من مرتادي الشواطئ في فصل الصيف.

وتثير الحالة التي أصبح عليها شاطئ سيدي قنقوش، الذي يبعد حوالي 15 كيلومترا عن مدينة طنجة، علامات استفهام كبرى، حيث تكومّت أطنان من النفايات الصلبة التي جمعها عمال الإنعاش الوطني المكلفين بجمعها عبر طول الطريق الوطنية رقم 16م.

وتم جمع تلك النفايات في عدد من الأكياس بمحاذاة الطريق، مع إخفائها عن نظر المصطافين، حيث تم دسّها بين قصب وشجيرات واد السيراي الذي يصب في شاطئ قنقوش.

ويشكل بقاء تلك النفايات في مكانها خطرا على الصحة العامة ونظافة الشاطئ، خاصة عند قدوم فصل الشتاء حيث من المرجح أن تجرفها سيول الأمطار التي تملأ وادي السيراي، نحو البحر.

ويتهم عدد من النشطاء والفاعلين الجمعويين بالمنطقة الجماعة القروية بالوقوق وراء التدهور البيئي بشواطئ المنطقة، من خلال إهمالها والسماح بتحويل ساحل وشاطئ قنقوش إلى مطرح للنفايات.

وتبرز مشكلة النفايات في ساحل القصر الصغير بسبب وضعيته الإدارية كمركز التقاء جماعتين قرويتين، هما جماعة القصر الصغير وجماعة القصر مجاز، رغم تأسيس مجموعة التآزر التي تتولى بصفة مؤقتة نقل النفايات الخاصة بمركز القصر الصغير إلى مطرح طنجة.

ويتهم نشطاء بالمنطقة رئيس الجماعة القروية للقصر الصغير، رضوان النوينو، بتسخير آليات الجماعة لخدمة مُركب “طريفة” السياحي، الذي تعود ملكيته لعائلة النوينو، بما فيها شاحنات نقل النفايات.

جدير بالذكر أن “جماعة” القصر الصغير سبق لها تفويت شواطئ المنطقة قصد تأهيلها بيئيا للشركات الداعمة من قبيل شركة APM Terminals Tangier التي حظيت بشاطئ واد أليان، في حين حظيت مؤسسة القرض الفلاحي بشاطئ سيدي قنقوش، وذلك في إطار برنامج شواطئ نظيفة.

وسبق لعدد من فعاليت المجتمع المدني بالقصر الصغير أن أصدرت بيانا استنكاريا حول طريقة تفويت مشاريع تأهيل شواطئ المنطقة، متهمين رئيس جماعة القصر الصغير بإقصاء شباب المنطقة لعيون جمعية مقربة من حزبه.

يشار إلى أن الشركات الداعمة لمشروع تأهيل شواطئ جماعة القصر الصغير تهدف لحصول تلك الشواطئ على علامة الجودة الدولية “اللواء الأزرق”، وهي علامة مشروطة بدفتر تحملات يتضمن معايير دولية تتوزع بين جودة مياه السباحة، سلامة المصطافين، المرافق والخدمات الأساسية، التغطية الصحية، تنظيم الأنشطة البحرية، والتربية البيئية والتحسيس، وهي شروط لا تتوفر في شاطئ سيدي قنقوش على الأقل الذي تحول إلى مكبّ نفايات.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version