تعيش مجموعة من ضواحي تطوان، وخاصة النائية منها، وضعا خطيرا في ندرة المياه، في وقت تعرف تساقطات مطرية مهمة على طول السنة.

ومن بين تلك المناطق جماعات بني حسان المنتشرة على مسافة شاسعة في غالبيتها جبلية، وبعض أجزائها مرتبطة بمحمية تلاسمطان وبوهاشم، بحيث إن العطش لم يصب البشر فقط بل حتى الحيوانات والطيور والزواحف وغيرهم.

مشكلة العطش بالمنطقة، كشفت عنها بعض المصادر منذ بداية الفترة الصيفية، وسبب ذلك راجع لسيطرة بعض الأشخاص على مصادر المياه من عيون وسواقي وتحويل مجراها لصالحهم، فيما هناك من أصبح يستخدم المضخات التي تشتغل بالكهرباء أو بالوقود، مما يزيد من استنزاف تلك العيون ويحرم الكثيرين من المياه العذبة الصالحة للشرب، التي كان يستفيد منها قبل أن يتم السيطرة عليها، ناهيك عن قِلتها أصلا نتيجة ضياعها دون أن تكون هناك سدود أو طرق لتجميعها.

وتعرف المنطقة تساقطات مطرية وثلجية مهمة على طول السنة، لكنها سرعان ما تصاب بالعطش وندرة المياه، وهو أمر يتكرر كل سنة، بحيث لا يتم إصلاح مجاري المياه والسواقي، ولا الآبار ولا حتى العيون، ويصبح الماء حكرا على من لديه الإمكانيات لجلبه لمنزله أو جره لحقله، فيما الغالبية العظمى يبقون دون مياه وسواقي فارغة وعيون شبه جافة.

وروى بعض أهالي المنطقة، أنه إضافة للبشر فقد تضررت الحيوانات بشكل كبير، من بينهم القردة وبعض أنواع الطرائد الأخرى، فيما الطيور أصبحت تبحث عن المياه، وتلج المنازل والمطابخ في بحثها عن مياه قد تكون بقيت بعد غسل الأواني.

وقال أحد أبناء المنطقة إن الطيور لشدة حاجتها للماء لم تعد تخاف من البشر، حيث تنزل على أيادي نساء تقوم بغسل الأواني لشرب جرعة ماء تنقذها من العطش.

وكشفت مصادر أخرى أن الصراع على الماء قد وصل أشده، فالصراع على الماء يكاد يتحول لحرب حقيقية قد تصل حد الشجارات وربما ارتكاب جرائم من أجل ضمان بعض الماء.

ولم يفت بعض السكان أن يؤكدوا أن المصالح المختصة وعلى رأسها التجهيز ووكالة الحوض المائي اللوكس والسلطات المحلية، هم المسؤولون عما يحدث، لعدم قيامهم باستصلاح تلك العيون والسواقي، ومنع من يسيطر على المياه لوحده من ذلك.

بل هناك من قال إن غالبية المياه يستعملها بعض مزارعي القنب الهندي في أماكن عليا، وهو ما يمنع المياه من النزول للمداشر وأصبحت جل العيون شبه جافة، وهو ما قد يتزايد في هاته الأيام في انتظار عودة التساقطات المطرية.

في حين تتأثر الدواب والدواجن والحيوانات وغيرها، في منطقة تعتبر محمية وفضاء سياحيا وإيكولوجيا بامتياز، ناهيك عن بعض الحيوانات المحمية التي أصبحت مهددة بسبب ذلك.

عن “الأحداث المغربية”

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version