انتهى ضجيج الانتخابات وعاد كل واحد إلى قواعده سالما أو غانما أو مذبوحا من “القرفادة”، لكن الذي لم يخرج غانما من هذه الانتخابات هي شوارعنا وأزقتنا.. وحتى مزابلنا امتلأت عن آخرها بوجوه المرشحين المحترمين.. أكثر من اللازم.
المرشحون، وطوال الحملة الانتخابية التي استمرت لأسبوعين، ملؤوا الشوارع والأزقة بأطنان من الأوراق التي تزينها وجوههم الصبوحة، والغريب أنهم لم يكلفوا أنفسهم عناء جمعها، وتركوا المهمة موكولة لعمال النظافة المساكين، الذين كانوا أكبر المتضررين من الانتخابات.
كان من الممكن للسلطات أن تلزم المرشحين وأتباعهم على فعل ما يفعله الأطفال والمراهقون الذين “يشوّطون” رؤوس الأكباش صباح عيد الأضحى، أي أنه بعد الضجيج والأوساخ والدخان والروائح الكريهة، يجب على مشوّطي الرؤوس أن يجمعوا أزبالهم ويضعوها في براميل القمامة، وإلا فإن المحاسبة عسيرة.
لكن يبدو أن المرشحين معفيين من قانون “اللّي رْمى شي زبْل يجْمعو” الذي يطال مشوّطي الرؤوس، وهكذا ستبقى الديمقراطية في المغرب وسخة إلى أجل غير مسمى.