كادت سلطات أمن طنجة أن تفسد العرس النضالي الذي أطلقه سكان عاصمة البوغاز ضد شركة أمانديس المفوض لها تدبير قطاع الماء والكهرباء، بعد موجة الغلاء التي اجتاحت فواتير استهلاك شهر غشت المنصرم.

ودون مقدمات، وأمام عدد محدود من المحتجين السلميين بساحة الأمم بوسط طنجة، تدخلت الأمن والقوات المساعدة في محاولة لإخراج المحتجين من قلب الساحة، وهو ما واجهه المحتجون بالصافرات.

تدخل أمني دون مقدمات

وبعد أن طالت عمليات الكر الوفر، قرر الأمن الدخول بسلاح المياه، بالتزامن مع تزايد عدد المحتجين، لتشرع شاحنة رش المياه في مواجهة المحتجين، الذي ردوا التصعيد بتصعيد مضاد، وانطلق وابل الحجارة في اتجاه المدرعات الأمن وشاحنة رش المياه.

المناوشات استمرت حوالي 45 دقيقة، تم خلالها اعتقال مجموعة من المحتجين، في مقابل تزايد أعداد المتظاهرين الذي تقاطروا على ساحة الأمم بعد انتشار أخبار التدخل الأمني.

وكما كان قرار التدخل الأمني دون مقدمات، قرر الأمن الانسحاب دون مقدمات أيضا، ليتمكن المحتجون من اقتحام ساحة الأمم، ولكن هذه المرة بأعداد غفيرة.

جميع الفئات كانت حاضرة في ساحة الأمم للاحتجاج على أمانديس

بعد ذلك سيتضح أن السبب وراء الانسحاب المفاجئ هو عجز الحواجز الأمنية التي تم رصُّها لمنع محتجي أحياء بئر الشفاء ومرشان وبني مكادة عن الصمود أمام جحافل المسيرات السلمية الغاضبة من استعلاء أمانديس، وما يشكله ذلك من خطر إذا التحقت بباقي المحتجين في المواجهات بساحة الأمم التي تعد منطقة حساسة بالنسبة لمدينة طنجة.

وما أن خرجت الفرق الأمينة ساحة الأمم حتى بدأت طلائع مسيرات الأحياء بالتقاطر إلى عين المكان، بداية بمسيرة أحياء مرشان والجماعة، تلتها مسيرة حيّيْ بنديبان وكاساباراطا، ثم جاءت المسيرة الأضخم ممثلة في وفد منطقة بئر الشفاء بني مكادة.

واستمر المحتجون في ترديد شعارات مناوئة للشركة الفرنسية، مشددين على مطلب الرحيل، فيما غزت الشموع والشعلات النارية ساحة الاحتجاج، إلى حدود الساعة العاشرة مساء، حيث انصرف الجميع.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version