هل كنا ننتظر فوز بقايا الشيوعيين؟والفوضويين؟ وعشاق موسيقى الجاز؟.

هل كنا ننتظر فوز فرانسوا هولاند الذي فقد نقاطا كثيرة في سبورة الترتيب؟

لماذا كل هذا الصياح والبكاء على الأطلال؟

هل من حقنا النواح والشكوى ولعن صناديق الاقتراع التي أتت بالسيدة لوبين وأفكارها الوطنية الغارقة في التطرف والقومية الشوفينية..

صناديق الاقتراع لعبة حمقاء منذ أن فكر فيها فلاسفة الديمقراطية والمشاركة والعقد الاجتماعي.. هذا المفهوم الذي يعني كل شيء ولا تلمسه بشكل ملموس حسي ..

أنا أدفع الضرائب والدولة التي تملك القوة العمومية ضامنة أمني.

أنا أدفع الضرائب وصناديق الاقتراع تحميني..

التصويت لم يعد برنامجا عمل و أفكار للتداول بين الناس ..التصويت صار للعقاب والانتقام من حزب أو جبهة أو شخص غير مرغوب فيه..

لماذا نفاجأ من لوبين وهي المرشحة الأقوى الآن بعد أن تدهور اليسار..؟

ماذا ننتظر بعد ضربات الإرهاب التي تلقتها باريس مرتين في هذه السنة؟

وجدت القضية عادية جدا ولا تحتاج إلى كثير من التحليل والتأويل..

الأحزاب تحصد ما هو موجود في حقل السياسة والمجتمع ..ويمكن لحدث طارئ أن يقلب الموازين في الساعات والأيام الأخيرة قبل يوم التصويت..

في إسبانيا شاهدنا قبل سنوات كيف غيرت ضربات محطة أطوشا في العاصمة توجهات الناخبين..

خوسي ماريا أزنار تلقى الضربة وطار منه الفوز في الدقائق الأخيرة ..

في هولندا كان عاديا جدا أن يصعد اليمين المتطرف بعد أن تورط مهاجرون في قضايا اعتداء و إرهاب وقتل..

لم يكن منتظرا أبدا أن يصوت الهولنديون على من سيفتح حدودهم أكثر ويوسع جبتهم أكثر للآخرين الذين يعيشون معك في نفس الدار وقلوبهم مع معاوية..

أبشع ما قرأت عن فوز لوبين هي نظرية المؤامرة . وهي نظرية يلجأ لها دائما البؤساء و كل من وضع الله على عيونهم غشاوة تحجب عنهم البصر والبصيرة..
أحداث باريس نعاماس مفبركة ومخدومة في مكاتب المخابرات؟

وقد صنعت صنعا ليصعد اليمين المتطرف إلى سدة الحكم قريبا ليرمي بالمسلمين في البحر قبل أن تتحول مطاعم و متاحف باريس إلى مساجد وتوضع راية داعش فوق قوس النصر..

دائما تجد من يمضي به الخيال و” التحليل” بعيدا إلى أن يصل إلى حدود الهلوسات والحمى والهذيان ..

لماذا لم نستنكر ونشجب ونولول ونندب حين صعد اليمين المتطرف في مصر بعد الثورة؟ ولماذا لم نفاجئ بعد فوز الإسلاميين في المغرب عقب المدعو ” الربيع العربي”؟.

في جميع الحالات كانت نسب المشاركة هزيلة والناس أعطت ظهرها لصناديق الاقتراع بالغياب و العزوف ..

ما حدث في فرنسا كان منتظرا جدا..

و من يزرع الشوك هذا هو حصاده..

لوبين سياسية فرنسية وطنية قومية راديكالية متطرفة و تشبه كثيرا من الزعماء الوطنيين القوميين في البلدان العربية الذين يتاجرون في الهوية والوطنية من أجل كسب الكرسي والمنصب.

هل أذكر الأسماء؟ تعرفونها جيدا .

لا مفاجأة مع لوبين وغيرها مادام المسلمون يصرون على صلاة الجماعات والحشود في شوارع مدن أوروبا .

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version