أحبطت عناصر الجمارك بطنجة عملية تهريب وصفت بـ«الضخمة» لآلاف الهواتف الذكية باهظة الثمن، ولوحات رقمية كانت مخبأة بعناية بإحدى حافلات نقل المسافرين، التي كانت في طريقها إلى الرباط والدار البيضاء.
وحجزت الجمارك في حافلة واحدة أزيد من 600 هاتف محمول من صنف «آيفون س» ولوحات رقمية، إضافة إلى آلاف التجهيزات الإلكترونية، في حين توصلت الجمارك إلى معلومات مفادها استعانة مهربين كبار بحافلات نقل المسافرين القادمة من دول أوروبية لتهريب السلع وكل ما خف وزنه وغلا ثمنه، إذ غالبا ما يتفق سائق الحافلة أو مساعده على نقل حقائب محملة بالسلع مقابل أزيد من 2000 درهم عن كل حقيبة.
وتوصلت التحقيقات الأولية، التي باشرتها عناصر الجمارك، إلى معلومات مثيرة مفادها قيام مغاربة مبحوث عنهم بعملية سطو كبيرة استهدفت حاوية تقل عشرات الآلاف من الهواتف الذكية التابعة لشركة عملاقة بفرنسا، وتبين أن المبحوث عنهم يهربون السلع عبر دفعات إلى المغرب، إذ غالبا ما يجري بيعها بأثمنة بخسة بأسواق معروفة كدرب غلف بالدار البيضاء وباب الأحد بالرباط وكاساباراطا بطنجة.
ودخلت عناصر مكتب الأنتربول، التابع للمديرية العامة للأمن الوطني، على الخط بعد أن تبين أن المبحوث عنهم المغاربة يشتبه في وقوفهم وراء عملية تصفية جسدية لسائق شاحنة كانت تحمل آلاف السلع الإلكترونية بفرنسا، قبل أن يتم تهريبها عبر دفعات للمغرب.
وتواصل عناصر الجمارك بطنجة أبحاثها من أجل تتبع خيوط شبكة التهريب، التي رغم حجز السلع بحافلات نقل المسافرين، لم يعتقل أي من أفرادها، في حين يجري البحث عن وسيط معروف بمدينة تمارة يدعي قرابته من مسؤولين بالجمارك، ويسهل عمليات تهريب السلع الممنوعة عبر المعابر الحدودية كمطار محمد الخامس وميناء طنجة.
وجرى توقيف ستة جمركيين يعملون بميناء طنجة المتوسط، بعد متابعتهم بالتستر على ناقلات تحمل سلعا مهربة، سمحوا لأصحابها بالمرور عبر المنطقة الجمركية، دون الخضوع للتفتيش، أو تعشير البضائع التي كانت تحملها، ويتعلق الأمر بثلاثة مفتشين وثلاثة أعوان جمركيين، يسمحون للناقلات بالمرور دون مباشرة مساطر العبور عبر المنطقة الجمركية، أو إخضاعهم لأي إجراء، سواء تعلق الأمر بالتفتيش أو التعشير.
عن جريدة “المساء”