موسم لا كباقي المواسم تعيشه الليغا الإسبانية هذا العام، فبعد سنوات من المنافسة الثنائية بين برشلونة وريال مدريد، أو حتى انفراد أحد الفريقين بالزعامة منذ بداية الموسم، تشهد البطولة الإسبانية هذا الموسم تنافسية حقيقة بين ثلاث فرق، الريال والأتليتيكو المدريدين وبرشلونة الكاتلوني، إذ استمر الثلاثي الأقوى بـ”الليغا” هذا العام في ممارسة لعبة الكراسي الموسيقية الممتعة على الصدارة منذ بداية الدوري، مذكرا بزمن التنافس القوي على اللقب.

موسم استثنائي

لكن متى كانت آخر مرة تابع فيها عشاق الليغا مثل هذه التنافسية النارية؟

ريال مدريد موسم 2006 – 2007

الجواب هو أن هذه الحالة ليست بالبعيدة جدا، وإن كانت سيطرة طرفي الكلاسيكو على الصدارة في المواسم الأخيرة قد أنست الكثيرين تفاصيلها، حيث إنها تعود لـ7 مواسم فقط، وبالضبط موسم 2006 – 2007، عندما لم تحسم هوية صاحب اللقب إلا في آخر دورة من المشوار الشاق لـ”الليغا”.

المنافسة في هذا الموسم كانت محتدمة بين ريال مدريد وبرشلونة وإشبيلية، فرغم أن الكاتالونيين كانوا يتزعمون “الليغا” إلى حدود الدورة 34، بفارق نقطتين عن الريال اقرب المنافسين، ستشهد الدورة 35 منعطفا حاسما، حينما حقق الميرينكي فوزا هيتشكوكيا على إسبانيول بـ4 مقابل 3، بهدف هيغواين في الدقيقة 89، فيما تعادلت البارصا في عقر الدار أمام بيتيس، بهدف متأخر للضيوف سجله رفاييل سوبيس في الدقيقة 88، بينما تفوقت إشبيلية على ريكرياتيفو بهدفين لهدف.

فريق برشلونة الذي نافس على لقب 2007 حتى آخر رمق

 حسابات مثيرة

هذه المعطيات خلطت الأوراق تماما، وجعلت الريال والبارصا يتقاسمان المركز الأول وتليهما إشبيلية بفارق نقطتين، وزاد الحماس مع مرور كل دور، بعدما كانت الفرق الثلاثة تحقق نتائج متشابهة، سواء كانت فوزا أو تعادلا، إلى أن وصل الجميع للدورة الأخيرة، ويومها كان الريال والبارصا يملكان 73 نقطة مع امتياز للفريق الملكي بفضل النسبة الخاصة للمواجهات المباشرة، فيما كان فريق إشبيلية في المركز الثالث بـ71 نقطة، محتفظا بحظوظه في المنافسة على اللقب.

المالي فريدريك عمر كانوتي، أحد أبرز نجوم موسم 2006 – 2007

الدورة الأخيرة.. قمة الإثارة

كان فريق ريال مدريد حسابيا، الأقرب للظفر باللقب، كون الانتصار على مايوركا بأي نتيجة سيمنحه البطولة، لتكون خير وداع للأسطورتين روبيرتو كارلوس وبيكهام، فيما كان على البارصا الفوز على جاره خيمناستيك وانتظار تعثر الريال سواء بهزيمة أو تعادل، فيما كان على إشبيلية تجاوز فيياريال وانتظار تعثر المتزعمين، لكن مسار المباريات التي الثلاث التي جرت في وقت واحد يومها، أبى إلا أن يتلاعب بأعصاب الجميع.

وأمام ذهول جماهير “البيرنابيو” ومحبي الريال عبر العالم، تلقت شباك كاسياس هدفا من فاريلا في الدقيقة 17، بعدها سجل كل من بويول وميسي ورونالدنيو ثلاثية لـ”البلاوغرانا”، في الوقت الذي ظل التعادل السلبي يسيطر على لقاء إشبيلية وفياريال، لينتهي الوط الأول بهذه النتائج، ما يعني أن البارصا كان متوجا قبل نصف دورة من نهاية الليغا.

في الشوط الثاني اضاف ليونيل ميسي هدفا رابعا للبارصا في الدقيقة 50، ثم استقبلت شباك إشبيلية هدفا من الفريق الضيف في الدقيقة 51، لتتعزز صدارة البارصا، ومع مرور الوقت كانت مهمة فريق العاصمة تزداد صعوبة، إذ عليه أن يسجل هدف التعادل ثم هدف الانتصار، وأن لا يستقبل اي هدف آخر.

وفي الدقيقة 68 سيعود بعض الأمل لجماهير ريال مدريد، بعد هدف التعادل من رييس، لكن الوقت يمضي بسرعة، والنتيجة المسجلة غير كافية لإحراز اللقب، وقبل 10 دقائق فقط من نهاية الوقت الأصلي، سينقذ سحر الكرة السمراء النادي الأبيض، بهدف للمدافع المالي مامادو ديارا في الدقيقة الثمانين، أتبعه هدف آخر من رييس في الدقيقة 83، ليضع نقطة نهاية لأحداث الحكاية الاكثر إثارة من حكايا الليغا.

فرحة جنونية بهدف رييس في المباراة الأخيرة

هل تتكرر الإثارة؟

أنهت البارصا مباراتها فائزة بخمسة أهداف لواحد، وإشبيلية انهزمت بهدف نظيف، أما في مدريد، فقد بدأت ساحة “سيبيليس” الشهيرة تستعد لاستقبال احتفالات اللقب الثلاثين للريال… لقب ودع بعده الريال بعضا من نجومه التاريخيين، مثل روبيرتو كارلوس وديفيد بيكهام، وهو أيضا لقب جُمٍّد بعده مفهوم المنافسة الحقيقية في البطولة الإسبانية لسنوات، إلى أن جاء هذا الموسم.

ولكن، على بعد 11 دورة من خط الوصول، لا أحد يضمن أن يتكرر حماس موسم 2006 – 2007، أو أن فريقا من ثلاثي المقدم سيعتمد على السرعة النهائية لحسم اللقب، لكن الكل يجزم بأن لليغا هذا الموسم طعم خاص بفضل المنافسة الثلاثية بين البارصا والريال والأتليتيكو، والتي لا تتكرر كثيرا.

احتفالات الريال باللقب الثلاثين بعد موسم من نار
شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version