مشاريع هامة دشنها الملك خلال زيارته لمدينة طنجة، ولعل أهميتها تتجلى في كون جزء كبير منها موجه للمناطق التي عانت طويلا من التهميش، وحي المرس بمقاطعة بني مكادة نموذج لذلك، غير أن هذه المقاطعة تحديدا تشكل نموذج أيضا لعمليات “الترقيع الواسعة والسريعة” التي تشهدها مدينة البوغاز قبيل أي زيارة ملكية.

جولة بمناطق بئر الشعيري أو دار التونسي مثلا، تجعل المرء يسبح لمغير الأحوال طويلا.. أرصفة منظمة ومصبوغة، وشوارع نظيفة، ونباتات تزين المكان وكأنه اقتطع من مدينة أخرى.. لكنها المعجزة التي صارت معتادة قبيل أي زيارة ملكية، حتى أنها لم تعد تدهش أحدا من الطنجيين.

الذين سارعوا لتزيين أجزاء واسعة من طنجة، لم يفعلوا ذلك إلا من أجل تجميلها في عيون الملك وعيون الكاميرات، متناسين أن الكوارث التي تتلاحق عليها موثقة بالنص حينا وبالصوت والصورة حينا وبهما معا أحيانا أخرى، فساحة تافيلالت المتأنقة اليوم، هي نفسها المنطقة التي وثق الإعلام فيها قبل أيام قليلة أعنف المواجهات بين السكان والأمن، وساحة تطوان الجميلة اليوم، هي الساحة التي تملأ صورها الأنترنيت وهي غارقة في فصل الشتاء، وبني مكادة ذات الشوارع الواسعة اليوم، هي التي لا زالت تعاني من تجمع غير مسبوق للباعة المتجولين، منهم الباحث عن لقمة العيش اليومية، ومنهم الباحث عن الاغتناء السريع والخفي.

طنجة ذات البحرين، تستعد الآن ليصير اسمها ووصفها هو “طنجة الكبرى”، أي أنها تستعد لتصبح عروسا ناضجة، وعلامات هذا النضج هي تلك المشاريع المتتالية التي تدشن هنا وهناك، في مختلف المجالات.. ولكن، ولأنها مدينة المتناقضات، فإن هذه المشاريع هي أكثر ما يخيف السكان، كيف ذلك؟

إن رقم 7.7 مليار درهم المرصود، أسال لعاب من يسيل لعابهم لأقل من هذا المبلغ بكثير، ومشكلة طنجة لم تكن يوما في التخطيط، بل في التنفيذ، ففي هذه المرحلة يجتمع من لا يملك مع من لا يستحق ليتقاسما الغلة، والخوف أن تغتصب “طنجة الكبرى” حتى قبل تمام نضجها، فنجد أمامنا بعد 4 سنوات، عروسا مشوهة، لا تحسن “الترقيعات إياها” ستر عيوبها.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version