لو أن كتاب “غينيس” للأرقام القياسية يهتم بمأساة المهاجرين السريين الأفارقة، لامتلأ عن آخره بـ”إنجازات” هؤلاء في مجال الهجرة السرية.
الأرقام القاسية للمهاجرين الأفارقة لا تتعلق فقط بعدد الجثث التي بقيت في قعر البحار خلال محاولاتهم اليائسة للصول إلى “جنة أوربا”، بل أيضا في محاولاتهم المتكررة لدخول سبتة ومليلية، وهي محاولات فيها الكثير من المآسي.. والطرائف أيضا.
آخر ما حدث في هذا المجال كان من صنع مهاجر كامروني اسمه “ناغيلا”، الذي صعد فوق عمود كهربائي مجاور للسياج الحدودي في مليلية وبقي فوقه لأكثر من أربع ساعات، وهو رقم قياسي عالمي.
المهاجر الكامروني فعل ذلك حتى يفلت من الوقوع في قبضة الأمن الإسباني بعد محاولة اقتحام جماعية لمدينة مليلية، والتي نجح فيها بعض رفاقه وفشل فيها آخرون.
الشاب “ناغيلا” بقي يترنح فوق العمود وأصابه الدوار ولم تفلح كل المحاولات في إقناعه بالنزول، إلى أن انهار ونزل بطريقة عشوائية أصيب بعدها في رجله وتم حمله إلى مستشفى المدينة للعلاج قبل أن يعاد ترحيله نحو المغرب.
ربما سيأتي يوم سيكون فيه هذا المهاجر نموذجا للهوة السحيقة بين الشمال والجنوب، وربما سيصنع له تمثال للتذكير بهذه المرحلة التاريخية البئيسة.