جزء مهم من تاريخ طنجة تم تأريخه في الصور المدرسية، لأنها تقدم للأجيال اللاحقة وجوه الأجيال الماضية، وفي كثير من الأحيان تكون هذه الصور مثل وثائق تاريخية حقيقية لا مجال لتأويلها أو إنكارها.
هذه الصورة، التي التقطت في طنجة أوائل الثلاثينيات، يبدو فيها تلاميذ أغلبهم بملامح أوربية، وبينهم بضعة طلاب بملامح مغربية خالصة.
ما يثير في هذه الصورة هي أنها تضم واحدا من الشخصيات الطنجاوية البارزة، رغم أن أنه غادر المدينة في وقت مبكر من حياته واستقر في مدينة الدار البيضاء، وهناك عاش ومات.. وبقيت طنجة ذكرى جميلة وبعيدة.
التلميذ الواقف رابعا على اليسار اسمه علي، واسمه الكامل علي يعتة، أشهر شيوعي في المغرب الحديث، أو الشيوعي المؤمن.. كما كان يسمه الكثيرون، أو الحاج الشيوعي كما سماه البعض.
علي يعتة ولد في طنجة من أب جزائري هو سي سعيد يعتة، الذي درس في الأزهر وغادر الجزائر بعد خضوعها للاستعمار الفرنسي، وتزوج من مغربية ريفية هي فاطمة بن عمار، واستقر في طنجة سنة 1911.
في سنة 1920 ولد علي يعتة، والتحق بالكُتّاب ودرس القرآن على يد الفقيه المرابط الجبلي، ثم التحق بالمدرسة الفرنسية العربية بحي مرشان، التي كان يديرها الأستاذ الفرنسي “نوناسيي”، وهي المدرسة التي درس بها أعلام آخرون، بينهم الشيخ عبد الله كنون، الذي أصبح فيما بعد أول عامل على طنجة بعد نهاية العهد الدولي في المدينة.
في سنة 1933 التحق علي يعتة بالدار البيضاء، ثم عاد إلى الجزائر طالبا في جامعتها، وعاد بعدها إلى الدار البيضاء، غير أن أصوله الطنجاوية ظلت ملتصقة به مثل شرايينه.