بدأت روائح الصيف تخيم على طنجة بعد أن غابت أمطار الربيع التي تهاطلت بغزارة على المدينة قبل حوالي أسبوعين، فيما يشبه “حفل وداع”.
وتعيش طنجة حاليا أوقاتا مشمسة، حيث ارتفعت درجات الحرارة بشكل ملموس، وبدأت عدد من شواطئ المدينة تعرف إقبالا للمصطافين، خصوصا خلال العطل وأيام نهاية الأسبوع.
وحسب توقعات مصالح الأرصاد الجوية، فإن الأجواء المشمسة في طنجة ستستمر، على الأقل، خلال الثلاثة أسابيع المقبلة، من دون استبعاد هطول أمطار متأخرة خلال الفترة التي تفصل حلول الصيف رسميا.
غير أن رائحة الصيف في طنجة لها طابع خاص، حيث يقترب هذا الفصل في الوقت التي لا تزال المدينة تعيش وسط أجواء تلوث خانقة، ولا تزال عدد من شواطئ المدينة غير صالحة للسباحة، كما أن هناك شواطئ أخرى لا تزال تعتبر من أخطر الشواطئ في العالم، مثل شواطئ “أشقار”.
كما تعيش شواطئ أخرى وسط تلوث خطير بحيث تحولت إلى مزابل حقيقية، خصوصا الشواطئ الممتدة ما بين المنار والقصر الصغير، وهي الشواطئ التي توجد في قلب الإعصار بسبب رغبة مافيا العقار في السطو عليها وتحويلها إلى مشاريع خاصة، لذلك تم تركها لمصيرها المحزن.
كما يقترب الصيف في طنجة بينما لا تزال المدينة تعاني من الأجواء الملوثة والروائح الخطيرة التي تأتي من المطرح العمومي في منطقة “مغوغة”، حيث يتم إحراق أطنان من الأزبال يوميا، ويتسرب هذا الدخان نحو المدينة لكي يشمه السكان، كعربون محبة خالصة بين المسؤولين والمنتخبين وبين السكان.