كانت طنجة على مر تاريخها مركزا حيويا للجماعات والزوايا الدينية، فيها تلك التي كانت في خدمة الدين والدنيا، وفيه تلك التي كانت في خدمة نفسها وأهدافها وخرافاتها فقط.

لكن في المناسبات الدينية كانت كل الزوايا الدينية في طنجة تحتفل، ليس فقط في مقراتها وزواياها ومساجدها، بل في الشارع العام، وبالضبط في مركز طنجة آنذاك، المدينة التي نطلق عليها اليوم اسم المدينة القديمة.

هذه الصورة لم تلتقطا عدسة مصور فوتوغرافي، بل رسمتها ريشة الفنان العالمي الشهير أوجين دولاكروا، الذي كان مفتونا بطنجة وقام فيها لفترات معتبرة، ونقل الكثير من مظاهرها في لوحاته التي أرخت لحقب مهمة من تاريخ طنجة.

لوحة الاحتفال الديني رسمها دولاكروا سنة 1838 وسماها “فاناتيك”، أي “متعصبون”، لكن كلمة “فاناتيك” لم تكن تعني وقتها نفس الدلالة القدحية التي تحملها الآن، وربما كانت أقرب إلى تعبير مثل “ملتزمون” أو متدينون أو محافظون أو منتسبون لزوايا وجماعات دينية محافظة.

الاحتفال، كما يبدو، أقيم في ساحة القصبة، التي لا تزال إلى اليوم تحمل نفس ملامح سنة 1838، وهي لوحة جديرة بالتأمل.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version