طنجة أنتر:

هو أكثر من حاول المراوغة في كأس العالم، وهو أكثر من فشل في المراوغة في كأس العالم، وأكثر من فقد الكرة بسبب المراوغة في كأس العالم، وأكثر من استعرض أثناء المراوغة في كأس العالم، وأكثر من تمت عرقلته بسبب المراوغة في كأس العالم.

إنه أكثر من ادعى الإصابة بعد عرقلته بسبب المراوغة في كأس العالم، ولو كانت إصاباته حقيقية لكنا أيضًا نتحدث عن رجل يلعب بكعبين مخلوعين وعظام مهشمة في أكثر من موضع وثلاثة أضلع مكسورة على الأقل، بالإضافة إلى عدة ثقوب من آثار الرصاص الذي يطلقه عليه الخصوم بلا رحم .

سواريز أقل مهارة بسنين ضوئية من نيمار ويفعل كل هذا وأكثر في كل مباراة تقريبًا مع برشلونة والأوروغواي. أي التحام من الخلف مع سواريز معناه أنه سيقضي دقيقة كاملة على الأقل في التلوّي السينيمائي على العشب، وأي التحام هوائي مع سواريز معناه أنه قد أصيب بارتجاج في المخ وفقدان مؤقت للذاكرة حتى لو كان هو الفائز بالكرة. لماذا لا تطالب نصف الأوروغواي بإخراجه من التشكيل؟ على الأقل نيمار يقدم المتعة.

محاولة إضفاء المنطق على انحيازات الجماهير المتناقضة تجاه نفس الحالات هي الوصفة الأسرع للجنون في كرة القدم، ولكن حالة سواريز ونيمار ليست واحدة منها؛ الأول هو شخص لم يقم بتسويق نفسه كنجم جماهيري أبدًا ولم يطلب ود الأنصار يومًا، وسوء طباعه لم يفارقه منذ شبابه في هولندا وحتى وصل إلى الحادية والثلاثين من عمره، بالإضافة لأنه لم يقتصر على ادعاء الإصابة وحسب بل شمل العنصرية والعنف اللفظي والجسدي تجاه الخصوم كذلك، لذا فالرجل حالة ميؤوس منها، يعاملها الجميع باستسلام الخضوع للأمر الواقع.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version