طنجة أنتر:
مع توالي سقوط الكبار في المحطات الأولى من كأس العالم في روسيا، راجع عشاق كرة القدم توقعاتهم وأعادوا ضبط حساباتهم وفقا لواقع جديد قاد منتخبي فرنسا وكرواتيا إلى المحطة الختامية لأكبر حدث كروي في العالم.
وتواجه فرنسا -مساء اليوم الأحد- كرواتيا في نهائي كأس العالم، بعد مشوار مثالي في البطولة التي بدأت في 14 يونيو الماضي.
وعلى ملعب لوجنيكي في العاصمة الروسية، تسعى فرنسا لتحقيق اللقب العالمي للمرة الثانية في تاريخها وتكرار إنجاز 1998، بجيل يافع يتقدم بخطوات ثابتة نحو إضافة صفحات مشرقة لتاريخ بدأه جيل زين الدين زيدان الذهبي.
ويحرص المدرب ديديه ديشان -الذي كان أحد المتوجين بلقب 1998- على تفادي المصير الذي واجهه منتخب الديكة قبل عامين، عندما وصل إلى نهائي كأس أمم أوروبا (يورو 2016) وخسر أمام نظيره البرتغالي.
وقال ديشان إن مفاتيح فك شيفرات النهائي تتضمن الحفاظ على الهدوء والثقة والتركيز.
وقطع المنتخب الفرنسي مشوارا صعبا حتى وصل إلى النهائي، حيث تغلب على الأرجنتين 4-3 في مباراة مثيرة بالدور الثاني، ثم أطاح بأورغواي 2-صفر في الدور ربع النهائي، وببلجيكا 1-صفر في الدور نصف النهائي، وقد استعرض قوة دفاعية وإمكانيات هجومية هائلة سيعتمد عليها في مواجهة منافسه على اللقب.
ويعلق المنتخب الفرنسي آماله بشكل كبير على مجموعة من اللاعبين الموهوبين في كافة المراكز يتقدمهم الثلاثي: كيليان مبابي وأنطوان غريزمان وبول بوغبا.
وحظي المنتخب الفرنسي بيوم راحة إضافي قبل المباراة النهائية، حيث حسم صعوده بالفوز على نظيره البلجيكي يوم الثلاثاء الماضي، بينما حسم المنتخب الكرواتي صعوده بالفوز على إنجلترا مساء الأربعاء.
وحقق المنتخب الكرواتي إنجازا غير مسبوق في تاريخه بالوصول إلى النهائي، والآن ارتفع سقف طموحه وبات يحلم باللقب.
ولم يكن طريق المنتخب الكرواتي ممهدا أيضا، حيث انتزع بطاقة التأهل إلى نهائيات المونديال عبر خوض ملحق فاصل، كما بات أول منتخب في تاريخ المونديال يصل للنهائي بعد ثلاث مباريات متتالية شهدت جميعها وقتا إضافيا: في ثمن النهائي أمام الدانمارك، وربع النهائي أمام روسيا، ونصف النهائي أمام إنجلترا.
ويخوض المنتخب الكرواتي نهائي المونديال بثقة عالية، بعد أن استعرض قوة شخصيته وإصراره من خلال تحويل تأخره إلى فوز في مبارياته الثلاث بالأدوار الإقصائية.
ويراهن الكروات على مجموعة متماسكة من اللاعبين المميزين أصحاب الخبرة الكبيرة مع أنديتهم، بقيادة المتألق لوكا مودريتش نجم وسط ريال مدريد.
واختار مدرب كرواتيا زلاتكو داليتش إبعاد الضغط عن لاعبيه قبل المباراة قائلا إنه سيكون “فخورا” بفريقه “أيا كان ما سيحدث”، ودعا لاعبيه إلى الاستمتاع بالنهائي وتقديم أفضل ما لديهم من مهارات كروية.
واعتبر المدرب البوسني -الذي تولى تدريب الفريق في أكتوبر الماضي- أن علاقة الصداقة التي تجمعه باللاعبين سمحت لمنتخب كرواتيا بالتطور بشكل جماعي خلال الفترة الماضية.