طنجة أنتر:
المئات من عشاق البارصا الذين اصطفوا على جانب الطريق سواء في مطار طنجة أو قرب فندق موفنبيك للتملي بطلعة ميسي البهية، لم ينالوا غير دخان “الكار”، لأن ميسي ليس من البشر، وفريق البارصا لا ينتمي إلى كوكب الأرض، بل جاء من المريخ.
كان كثيرون يعتقدون أن ميسي لاعب ودود سيقترب منهم او على الأقل سيلوح لهم باسما، مثلما يحدث في الرسوم المتحركة، وفي حال حدوث مفاجأة، سيلتقط معهم صورة سيلفي.
في النهائية لم ير الناس ميسي سوى في الملعب، ولا أحد نجح في التقاط صورة معه أو حتى التقاط صورة مع ظله، فهو خارج السلالة البشرية.
وحتى المصورون الذين كانوا في الملعب لم ينجحوا في جعله يلتفت إليهم عندما كان ينتظر الصعود إلى المنصة لتسلم الكأس، فميسي جاء إلى المغرب مرغما، جاء في مهمة سريعة تقضي بحمل الكأس والرحيل على عجل، والدخول والخروج من الفندق عبر الباب الخلفي، حتى لا يزعجه الانصار المتيمون بحبه.. الباكون على أعتابه.. المتوسلون إليه بأن يرحم ضعفهم.. ويشفق على ولههم.
يمكن لعشاق البارصا أن يحلموا بهذا اللاعب ويدافعوا عنه أكثر مما يدافعون عن آبائهم وأمهاتهم، لكن ميسي لا يأبه لكل ذلك، إنه مثل إله، وأتباعه مثل عبيد.. يجب أن يعبدوه من دون ان يروه.. وهذا هو الإيمان الحقيقي.. اي ان تعبد ميسي كأنك تراه…
فريق البارصا جاء إلى طنجة ساعات قبل بداية المباراة، نزل في الفندق لوضع الامتعة وتوجه إلى الملعب ولعب وربح، بصعوبة بالغة، وحمل الكأس مثل لص قطارات وعاد إلى الفندق، ليس للنوم، بل لأخذ الأمتعة والتوجه مجددا نحو المطار، وكأن النوم في فندق مغربي، حتى لو كان من صنف خمسة نجوم، هو كبيرة من الكبائر.
أنت رائع يا فريق البارصا.. وما اروع عبادك.. يعني انصارك.. الذين يعبدونك عن بعد.. والذين قدموا لك كل انواع الولاء والطاعة والإخلاص.. ومع ذلك لا مجال لاختلاط إله بعبيده..
عموما.. لقد تصرف فريق البارصا وكأن المغرب مصاب بالطاعون.. وكأن المغاربة جنس تحت البشر.. جنس يقنع بدخان الكار الذي يركب فيه ميسي ورفاقه.. ومع ذلك لا يتوقف حبهم لهذا الفريق القادم من مجرات بعيدة.. مجرات لا يقبل سكانها الاختلاط بالبشر.
هل فهمتم الآن لماذا يقول العاشق المحبط لمعشوقته المدللة: انا أبوس التراب الذي تمشين عليه؟
عشاق ميسي يقولون له: نحن نبلع دخان الكار الذي تركب فيه.. المهم أن ترضى عنا..