في منزلي، بحثُّ عن قناة تبث مباراة برشلونة وإشبيلية برسم مسابقة الكأس الممتازة الإسبانية، لكنني فشلت بعد عدة محاولات، فعدت للجهاز الذي لا يقهره هذا الزمان “التكنولوجي”، ففتحت الراديو على المحطة الوطنية الإسبانية.
وأعادني صوت المعلق الشهير “خيرمان غارسيا” المتخصص في نقل مباريات برشلونة إلى المستمعين من عشاق النادي الكتالوني عبر العالم، أعادني إلى سنوات جميلة مضت كان فيها جهاز “الترانزيستور” سيد زمانه في بث مباريات كرة القدم بكل تفاصيلها، خاصة التي لا يمكن ملاحظتها عبر شاشة التلفاز.
“خيرمان”، كان يبدو متحمسا وسعيدا باكتشافه لجماهير عريضة لبرشلونة في قارة أخرى لا تحظى بكثير اهتمام من الإسبان، وعبر عن حماسه الكبير في لحظة ارتفعت وتيرة تشجيع جماهير “ابن بطوطة” للمارد الكتالوني، فقال “جماهير طنجة تشجع برشلونة أكثر من جماهير ملعب النوكامب”.
لكن، ما أثارني عند إنصاتي لتعليقات المعلق الإسباني هو إشاعة انتقلت بين زملائه الصحفيين قُبيل انطلاق المباراة، والتي نقلها مباشرة عبر أثير الإذاعة الوطنية الإسبانية الرسمية، مفادها أن شيخاً خليجياً وصل في آخر لحظة للمنصة الشرفية لمشاهدة المباراة، غير أنه لم يجد مقعدا “مناسبا” له، فهدد بشراء كل مقاعد المنصة الشرفية لملعب ابن بطوطة في حال لم يتم توفير مقعد يليق بمقامه، أو بالأحرى ب”جيبه”.
الغريب في الأمر، هو أنني تنقلت بين عدة مواقع إلكترونية وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي بحثاً عن تطورات هذه الإشاعة، لكني لم أجد لها أثراً يذكر…!