طنجة أنتر:

اليوم 14 فبراير الذي يحتفل به البعض عيدا للحب. صحيح أن هؤلاء المحتفلين لا يعرفون من أين أتى هذا العيد، وأكيد أنهم لم يرثوه عن آبائهم وأجدادهم، وأكيد أن هذا الذي يسمى عيدا لا مكان له في اهتمامات الأغلبية الساحقة للمغاربة، لكن رغم ذلك فهم يحتفلون به، تماما مثل كل الأغبياء الذين يشبهون القردة، مع أن القردة لا تحتفل بهذا “العيد”.

الشيء الذي لا يعرفه المحتفلون بعيد الحب في 14 فبراير هو أن هذا اليوم يؤرخ بالضبط ل ذكرى صدور القرار المشؤوم بتنصير أو طرد آخر الأندلسيين من شبه الجزيرة الإيبيرية، حين أصدرت الملكة إيزابيلا، وهي كاثوليكية متطرفة، قرارا في الرابع عشر من فبراير سنة 1502، بتجريد الأندلسيين من كل حقوقهم المعنوية والدينية والمادية.
وعلى الرغم من أن المغرب يعيش فيه حاليا أزيد من 5 ملايين مغربي من أصول أندلسية، فإن الذكرى تمر في صمت كبير، وعوض ذلك يحتفل “المكلّخون” فيه بعيد الحب.

الأندلسيون المغاربة
يتوزع الأندلسيون المغاربة على مناطق واسعة من البلاد، خصوصا بطنجة وتطوان وشفشاون في الشمال المغربي، ومرورا بالعاصمة الرباط وجارتها سلا أو مكناس ومراكش وفاس ومناطق الريف، إضافة إلى مناطق أخرى توزع فيها الأندلسيون بعد نزوحهم ولم يعد لهم فيها وجود قوي باستثناء ألقابهم العائلية، أو حتى ملامحهم التي تشي بأصولهم الإيبيرية.

وتعيش حاليا أكبر نسبة من الأندلسيين في شمال إفريقيا، موزعين على المغرب والجزائر وتونس، حيث استوطن عدد كبير منهم هذه المنطقة بالنظر لقربها من شبه الجزيرة الإيبيرية، فيما وصل آخرون إلى ليبيا ومصر وفلسطين والشام وتركيا، وبلدان أوروبية مثل فرنسا وهولندا وإيطاليا وبريطانيا وذابوا في نسيجها الاجتماعي مع مرور القرون.
الشتات الكبير
وتشير المصادر التاريخية إلى أن الشتات الأندلسي يعتبر ظاهرة فريدة، حيث أنه يندر أن توجد قارة لا يوجد بها حاليا أحفاد الموريسكيين، خصوصا في أمريكا الشمالية والجنوبية، وهناك تركوا آثارا ثقافية ومعمارية لا تزال موجودة إلى اليوم.

وكان الأندلسيون تلقوا بعد سقوط الأندلس وعودا من الملكة إيزابيلا والملك فيرديناند، وعودا بالحفاظ على دينهم وتقاليدهم ولغتهم ولباسهم، غير أن هذه الوعود سرعان ما تم نقضها وبدأت محاكم التفتيش حملات مطاردات رهيبة في حقهم وتم إحراقهم أحياء والتنكيل بهم وأذيقوا ألوانا رهيبة من التعذيب وأجبروا على اعتناق المسيحية، رغم أن أغلبيتهم الساحقة ظلت تؤدي فروضها الإسلامية سرا وتتظاهر باعتناق المسيحية.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version