طنجة أنتر:

هضبة الشرف أو (العرعار) كما يطلق عليها ساكنة المنطقة، منتزه تابع لمقاطعة مغوغة. هذه المنطقة الجميلة الخلابة المطلة على البحر وعلى وسط المدينة. كما يمكنك وأنت جالس هناك أن ترى السهول والجبال والغابات المجاورة للمدينة. منظر يغري ويجذب الناس من مناطق بعيدة. تتوفرهضبة الشرف ( العرعار ) على مجموعة من الأشجار العريقة تزيد من جمال وبهجة المكان وتزيد من رونقه وجاذبيته .

ويعتبر هذا الفضاء المتنفس الوحيد بالمنطقة والملجأ المتبقى لكثير من الأحياء المجاورة ، فهو يستقطب كذلك الزوار من خارج المدينة، وحتى من خارج المغرب. وقد سبق للمصالح المكلفة بالبيئة بولاية طنجة أن خصصت مبلغا مهما وذلك سنة 2005 من أجل تأهيله وصيانته، حيث تم وضع مجموعة من الكراسي وغرس الأشجار وتشذيبها، وإحداث ممرات ووضع حاويات الأزبال المعلقة . فاستحسن سكان المنطقة هذا العمل ونوهوا به .

إلا أنه مع الأسف الشديد بسبب الإهمال وعدم الصيانة والمتابعة، تحول المكان إلى مطرح للنفايات ومكان مفضل وآمن لمستعملي المخدرات بجميع أنواعها . وغير آمن لزواره بسبب غياب الأمن وقلة الإنارة العمومية. كما تم تخريب وتكسير جميع الكراسي المتواجدة هناك. مما جعل المنتزه يتحول إلى فضاء مهجور.

وقد أكدت مجموعة من نشطاء المجتمع المدني بالمنطقة على أنه سبق لهم أن اتصلوا بمقاطعة مغوغة من أجل التدخل وإصلاح المنتزه مقترحين عليها مجموعة من الحلول العاجلة لإنقاذ الفضاء دون أن تستجيب لطلبهم، حيث اقترحت المقاطعة في شخص نائبة الرئيس المكلفة بالنظافة، تنظيم حملة نظافة يتيمة دون إصلاح ما كسر، ولا العمل على إعادته إلى سابق عهده.

ويرى نشطاء المجتمع المدني أن مقاطعة مغوغة فرطت في منتزه طبيعي يعد الوحيد المتواجد بالمقاطعة الذي يملك تلك المواصفات. وأكدوا كذلك على أنهم سبق لهم أن تواصلوا مع الجماعة الحضرية لطنجة لنفس الغاية، و رفضت التدخل بمبررات اعتبروها واهية وغير مقنعة. ورمت الكرة في ملعب المقاطعة، ليظل وضع المنتزه على حاله، بل يزداد تدهورا يوما بعد يوم. مما دفع جميع ساكنة المنطقة إلى التنديد بما سموه استهتارا بمصالحم من طرف الجماعة الحضرية ومقاطعة مغوغة . واعتبروا الأمر تراجعا خطيرا عن مكتسبات المنطقة البيئية، وخرقا سافرا للحق الدستوري في بيئة سليمة( الفصل 31 ) الذي نص على أن تعمل الدولة والمؤسسات العمومية والترابية على العيش في بيئة سليمة.

ومن هذا المنطلق نتساءل عن الأسباب الحقيقية التي جعلت المؤسسة المنتخبة بالمدينة تفرط في ثروة بيئة بامتياز كانت محجا لساكنة المدينة، مما أدى إلى اندثارها وتخريب جزء كبير منها. ومن أجل الاستيضاح ربطنا الاتصال برئيس مقاطعة مغوغة الذي صرح بأن مجلسه لم يتوصل بأي طلب حول الموضوع من أية جهة، لا مكتوب ولا مباشر. وأكد على أن المقاطعة مستعدة أن تتدخل في الموضوع حسب إمكانياتها. كما أكد أنه على استعداد لوضع جميع إمكانيات المقاطعة رهن إشارة المجتمع المدني من أجل القيام بأي عمل تحسيسي توعوي يهم المنتزه.
عن المكتب المركزي لرابطة الدفاع عن حقوق المستهلكين

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version