طنجة أنتر:

بدا في بعض لحظات مباراة البرتغال ضد سويسرا في نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية لكرة القدم أن مسيرة كريستيانو رونالدو كلاعب بلغ 34 عاما وصلت إلى مرحلة الغروب؛ فالسرعة التي أرعبت المدافعين والتغيير السريع في الاتجاهات والطاقة والحركة المستمرة لم تعد جزءا من أسلوبه.

لكن الحقيقة الغائبة أن رونالدو بعد وصوله هذا العمر يستطيع هز الشباك بطريقة يعجز عنها كثيرون، وأعاد تنقية أسلوبه من أجل التركيز على هذا.
وأحرز مهاجم يوفنتوس “هاتريك” (ثلاثية) ليقود البرتغال إلى النهائي بالانتصار 3-1 على سويسرا.
وهذه هي الثلاثية السابعة له مع البرتغال، ورقم 53 في مسيرته.

وتلعب بطلة أوروبا في نهائي البطولة الجديدة ضد إنجلترا أو هولندا، وسيستمتع رونالدو بوضع اللاعبين الشبان في منتخب بلاده في مكانهم.

وقبل المباراة، كان من المثير معرفة هل ستكون الليلة التي يتخلى فيها رونالدو عن دوره في المنتخب لصالح جواو فيلكس البالغ عمره 19 عاما، الذي أحرز عشرين هدفا هذا الموسم، ليقود بنفيكا للقب الدوري البرتغالي وجذب أنظار أكبر الأندية في أوروبا.

ولم يحرز رونالدو أي هدف في آخر أربع مباريات مع البرتغال، وكان هدفه الأخير في شباك المغرب في مونديال روسيا 2018.

الهتاف باسمه
ولو لم يكن فيلكس فربما برناردو سيلفا، الذي تألق في قيادة مانشستر سيتي للقب الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، سيكون هو المحرك الأساسي في فريق المدرب فرناندو سانتوس بتدخلاته وإبداعه ولمسته العبقرية.

لكن لا يزال رونالدو هو اللاعب الذي يصنع الفارق، ويتألق عندما يكون فريقه بحاجة إليه. ومن المثير أن هدفين من ثلاثية رونالدو كانا بعد خروج فيلكس في الدقيقة السبعين.

وبالتأكيد، فجماهير البرتغال ما زالت سعيدة بوجود مهاجم ريال مدريد السابق في صفوف المنتخب، وهتفت باسمه في نهاية المباراة.

وشعر بعض منظمي الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بالسعادة بأن الفصل الأول من نصف نهائي البطولة كانت بشأن مواصلة الرجل -الذي يمنح المتعة- مستواه الرائع.

وقبل أن يسجل رونالدو هدفيه الثاني والثالث في الدقيقتين 88 و90 كان الحديث سيتحول إلى تقنية حكم الفيديو المساعد.
وكان يمكن أن تكون كارثية بعدما احتسب الحكم الألماني فيلكس بريش ركلة جزاء للبرتغال لكن بعد مراجعة الهجمة السابقة قام بتغيير قراره واحتسب ركلة جزاء لسويسرا.

وتسببت الواقعة في تحول كفة المباراة التي كان يمكن أن تشهد تقدم البرتغال 2-صفر إلى التعادل 1-1 ومنحت سويسرا الأمل.

وافتتح رونالدو التسجيل من ركلة حرة مذهلة ساعده في ذلك الحائط السويسري السيئ وعدم رؤية الحارس يان سومر للكرة.

يصنع الفارق
وفي أغلب فترات المباراة بدا رونالدو بعيدا عن تهديد المرمى، وتألق السويسري شيردان شاكيري بالضغط على دفاع البرتغال.

واعتاد رونالدو ذلك حتى في أيام عنفوانه وقوته، لكنه أعاد اكتشاف إمكاناته كمهاجم صريح لضمان ألا يسرقه الزمن مما يميزه وهو صعوبة مراقبته.

وكانت تسديدته المباشرة التي جاء منها الهدف الثاني مذهلة لتجبرك على نسيان التمريرة الرائعة من روبن نيفيز إلى برناردو سيلفا.
وجاء الهدف الثالث بطريقته المعتادة من هجمة مرتدة وانطلق نحو دفاع سويسرا وراوغ أحد المدافعين وسدد في الزاوية البعيدة.
وكان يمكن الشعور بأن الهدف سيأتي منذ لحظة تسلمه الكرة وتوقع عدم إمكانية إيقافه.

وقال برناردو سيلفا “اعتدنا على مثل هذه الأشياء فهو يقوم بها منذ زمن طويل ولم تعد مفاجئة لأي شخص.
“أحرز ثلاثة أهداف… هذا ليس جديدا بالنسبة له، إنه يصنع الفارق في المعتاد”.
لكن السؤال الوحيد هو عدد السنوات الذي سيواصل فيها فعل هذه الأشياء؟

فاكتشافه إمكانات جديدة ساعده في إطالة مسيرته، والأنباء السيئة للمدافعين أنه رغم الطريقة التي يلعب بها فربما سيواصل التسجيل لسنوات.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version