يبدو أن شهر العسل، الذي طال أكثر من اللازم، بين حزب العدالة والتنمية بطنجة، وبين عمدة المدينة فؤاد العماري، قد انتهى أخيرا، بعد أن تفجر الخلاف فجأة حول قضية التدبير المفوض لشركة “أمانديس” الفرنسية، أو التي يزعمون أنها فرنسية.

وخلال دورة الجلسة الثالثة لأشغال دورة أبريل، تفجر جدل حاد بين أعضاء العدالة والتنمية، وبين العمدة ومن معه، حول موضوع اقتناء الجماعة لعقد “أمانديس” الذي تبلغ مدته الإجمالية 25 سنة انقضت منها 12 سنة، حيث وصف حزب العدالة والتنمية اقتراح العمدة بأنه تبذير للمال العام وسوء تدبير الأغلبية الجماعية، حيث لن يتم تفعيل مساطر المحاسبة والمراجعة، لأن القرار أعفى “أمانديس” من ديون وغرامات، بالإضافة إلى متأخرات استثمارية، تقارب قيمتها 28 مليار سنتيم.

وبغض النظر عن هذا الموضوع الذي أراد من خلاله عمدة طنجة أن يلعب دور البطل، بينما هو في الحقيقة ينفذ أوامر “أمانديس”، إلا أن الاستيقاظ المتأخر لمستشاري العدالة والتنمية يطرح أكثر من سؤال.

فخلال الأشهر الماضية كان العمدة في قلب فضائح حقيقية، غير أن مستشاري العدالة والتنمية لم يحركوا ساكنا، وسط استغراب كبير لسكان المدينة.

وقبل أزيد من سنة وقع عمدة طنجة على رخصة لإقامة مركب سكني في قلب مجرى مائي بمنطقة مسنانة، وسط معارضة كل الأطراف المعنية، لأن ذلك يهدد حياة مئات السكان مستقبلا، والغريب أن مستشاري العدالة والتنمية لم يحركوا ساكنا، حيث بقيت الكلمة الأخيرة والحاسمة لوالي طنجة، محمد اليعقوبي، الذي تحرك بنفسه لوقف الأشغال في ذلك المركب السكني الفضيحة.

وقبل بضعة أسابيع انفجرت فضيحة أخرى، عبر ترخيص فؤاد العماري (هل لاحظتم أنه يعشق الترخيص؟) بإقامة تجزئة سكنية في محمية طبيعية في قلب غابة الزياتين، ولولا جريدة “المساء” التي فجرت الفضيحة وتم وقف المشروع الخطير، لكانت المحمية الطبيعية الآن في خبر كان.

في هذه الفضيحة أيضا لم يتحرك حزب العدالة والتنمية، واكتفى بمعركة فيسبوكية مخدومة ومحدودة أدار بعض أشواطها النائب البرلماني محمد خيي، ثم انتهى كل شيء.

وما بين تلك الفضيحة وهاته الفضيحة، مرت فضائح أخرى لفؤاد العماري، من بينها حافلات “ألزا” وبقايا “أوطاسا” وغيرها، بينما كان حزب العدالة والتنمية ينعم بالنوم والشخير.

 اليوم لا أحد يدري كيف ولماذا استيقظ حزب العدالة والتنمية بطنجة.. والأيام المقبلة وحدها ستوضح الدوافع والأسباب.

شاركها.

لا توجد تعليقات

  1. ماذا تريدون من فؤاد العماري ان يفعل؟ إنه عبد مامور.. وأنت بأنفسكم قلتم يوما في “طنجة أنتر” إن العمودية بالنسبة له مثل الربح في اللوطو.
    وماذا تنتظرون من حزب العدالة والتنمية ان يفعلوا؟ هم أيضا عبيد مأمورون.. ولا حول ولا قوة إلا بالله

اترك تعليقاً

Exit mobile version