https://www.youtube.com/watch?v=EfX1_29EWa8
طنجة أنتر:
فريق تائه بلا بوصلة.. لاعبون بلا هدف.. مدرب لا يعرف طبيعة التعليمات التي يعطيها للاعبين.. هجوم عقيم.. دفاع مرتبك.. وكل هذا أمام جمهور قياسي ومتحمس درجة الجنون.. حيث أقصى فريق اتحاد طنجة نفسه، مرة أخرى، من منافسات كأس العرش أمام فريق حسنية أكادير.
كثيرون كانون يمنّون النفس بأن الفريق تغير، غير أن الذي تغير هو الذباب الإلكتروني، حيث تم إغراق صفحات التواصل الاجتماعي بالمديح للمكتب المسير، وسبحان الله، مع أنه هو نفسه المكتب المسير الذي كان الجميع ينادي بسقوطه قبل بضعة أشهر… ولكل شيء ثمن.
مرة أخرى يتأكد أن فريق اتحاد طنجة، وهو في يد السماسرة ومزوري تذاكر المباريات، وأيضا مزوري عقود اللاعبين وملفات التجزئات ومهربي الأموال إلى أوربا، لن تكون بخير أبدا، وأن ما ينبغي أن يحدث هو استقالة جماعية فورية للمكتب المسير، مكتب السماسرة، الذي حول الفريق الطنجي إلى أكبر “سوبير مارْشي” في العالم، حين تم البيع والشراء في حوالي مائة لاعب في أربعة مواسم فقط.
في مباراة الثلاثاء، التي كان فيها المخلص الوحيد هو الجمهور الرائع، هذا الجمهور الخرافي والعاشق، جاءت الخيانة من كل جانب، من لاعبين تافهين، ومن مدرب لا يفقه شيئا في الكرة، ومن مكتب مسير لا يعرف من الكرة إلى الأرصدة التي تتضخم في البنوك.
في مباراة الثلاثاء، خرج فريق اتحاد طنجة إلى الملعب لكي يدافع فقط، أمام 40 ألفا من جمهوره الكبير، بينما فريق حسنية أكادير لعب وكأن الملعب ملعبه والجمهور جمهوره، وهذا لا يحدث إلا في فريق واحد في العالم، اتحاد طنجة.. أو اتحاد السماسرة.
في كل أطوار المباراة بدا الفريق “الطنجاوي” وكأنه يبحث عن التعادل، مع أنه لا تعادل في المباراة، ولنقل إنه بدا وكأنه ينتظر من الفريق الخصم أن يسجل حتى يتحرك، ثم انتهت المباراة في دقائقها التسعين وجاءت الأشواط الإضافية، التي دخلها الفريق الأزرق بنية واحدة.. وهي الدفاع.. لكن الدفاع عن أي شيء..؟ ولماذا..؟.
في الأشواط الإضافية حدث ما كان يجب أن يحدث، وسجل الفريق الأكاديري هدفا في الدقيقة 105، وفي هذه الحالة فقط كان يجب على اتحاد طنجة أن يخرج من شرنقة الدفاع، لكن هيهات.. فات الفوت أمول الحوت.
مدرب اتحاد طنجة مطالب بأن يفسر للجمهور، ولعشاق كرة القدم عموما، كيف يمكن لفريق يلعب في ميدانه أمام عشرات الآلاف من أنصاره أن يركن إلى الدفاع طيلة أطوار المباراة في مقابلة لا تعادل فيها، فربما تكون عند نبيل نغيز نظرية مجنونة لم يسبق لمنظري كرة القدم في العالم أن انتبهوا إليها.
في كل هذا اعتقد كثيرون أن المدرب نبيل نغيز أحمق، لكن الحمقى الحقيقيين هم أولئك المسيرين التافهين الذين يعتقدون أن جمهور طنجة طفل يسهل الضحك عليه، والأيام المقبلة ستبين فعلا هل هذا الجمهور طفل ساذج، أم أنه جمهور ناضج يعرف كيف يطرد السماسرة والمحتالين والمزورين.