يواجه عمال مصنع رونو المنتمين إلى مدينة تطوان حربا على جبهتين، الأولى داخل المصنع في مواجهة كورونا ويشترك معهم فيها كل العمال الآخرين.

 

والثانية في مواجهة المجتمع بمدينتهم تطوان، حيث يعتبرهم الكثيرون “جالبين” للوباء إلى المدينة التي كادت تخلو من الفيروس لولا حالات مستخدمي المصنع المذكور ومخالطيهم.

 

وتبتدئ معاناة عمال المصنع فور مغادرتهم مقر العمر صوب مدينتهم على متن حافلة نقل المستخدمين بسبب طول طابور الانتظار بمدخل المدينة الذي يؤخرهم عن بلوغهم بيوتهم للراحة من تعب العمل، ثم عند وصولهم مقر سكناهم، يتجنبهم جيرانهم وكثير من معارفهم خوفا من العدوى.

 

بل ما يحز في نفوسهم أكثر، وفق شهادت بعضهم للموقع، هو العتاب الذي يواجهونه يوميا، سواء في حياتهم الواقعية، أو على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يوصفون بكونهم “بؤساء” يحملون الكوفيد إلى مدينتهم وينشرون المرض بين الناس.

 

وتقديرا لحجم الأثر النفسي والاجتماعي الذي تحدثه سلوكات بعض المواطنين المباشرة أو غير المباشرة على عمال المصنع التطوانيين، دعا مدونون ومؤثرون بالمدينة إلى صون كرامة العمال والرافة لحالهم، حيث لم يحملهم إلى المخاطرة بحياتهم سوى الخوف من البطالة والعوز.

 

وجاءت هذه المبادرة النبيلة من “عقلاء” مواقع التواصل الاجتماعي بتطوان، ردّاً على دعوات اجتاحت الفضاء الأزرق تنادي إدارة المصنع بإيواء عماله القاطنين خارج طنجة بفنادق، تفاديا لنقلهم العدوى إلى مدنهم.

 

ويسود ساكنة مدينة تطوان تخوف كبير من فقدانها لمكانتها بين مدن المنطقة الأولى، حيث لو استمرت وتيرة تسجيل حالات جديدة مؤكدة في الارتفاع، قد تلحق المدينة بالمنطقة الثانية التي لا زالت بها قيود الحجر الصحي صارمة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version