سعيد الحسوني”

 

صراحة كان جل المغاربة، أولهم سكان طنجة، ملتزمون كل الالتزام بتدابير حالة الطوارئ الصحية، من المكوث بالبيوت بالحجر الصحي إلى وضع الكمامة.

 

نتذكر جيدا كيف كانت الشوارع خالية من الناس إلا من خرج للضرورة مرتفقا بوثيقة التنقل الاستثنائية، ونتذكر كيف كان من النادر جدا رؤية طفل في الشارع العام.

 

ونتذكر كيف التزم المواطنون بوضع الكمامات وبحثوا عنها ب”الريق الناشف” حين كان يجدون عسرا في التزود بها من الأسواق والصيدليات والمحلات التجارية، رغم تطمينات رسمية “خاوية”.

 

لكن… بعد رفع الحجر الصحي، ساد إحساس عام لدى المواطنين بأن “الغمّة” قد زالت، وبأن الوباء قد رحل أو يكاد، فنشأ لديهم شعور تلقائي بالطمأنينة أسفر عن تراخ كبير زاد منه تراخي السلطات في المراقبة والزجر.

 

وزاد من ذلك تداول شرائط فيديو لمصابين بالمرض بمراكز التكفل والعلاج، وهم في حالة مرح وسرور لا تحمل أية ذرة تحذير، ما طبع لدى غالبية المواطنين بأن الفيروس قد “تهجن” وبكون الخطر قد زال.

 

وأبرز هذه الأشرطة المثيرة للجدل، تلك التي نقلت “استجمام” عاملات بؤرة “للا ميمونة” بالمستشفى الميداني ببنسليمان، وهن في وضعية راحة مبالغ غيها لا تعكس واقع الخطر المحدق بهن الذي يحمله فيروس “كوفيد-19” المنتشر في دمائهن.

 

وكذلك أشرطة عديدة نقلها أشخاص حاملون للفيروس متكفل بهم بمركز الهلال الأحمر بالغابة الدبلوماسية بطنجة، والذي ليس سوى مركزا للتخييم ذي جودة عالية، حيث ظهر نزلاؤه يلعبون “البارتشي” ويتنزهون بين طبيعة خلابة في جو منعش بعيد عن حرارة أحياء المدينة.

 

وبدون مبالغة، هناك بعض المواطنين غير المصابين بالعدوى الذين تمنوا هذه “الفسحة المجانية” غير مبالين بخطورة الوباء ومضاعفاته المحتملة.

 

الخطأ الذي سقط فيه المسؤولون هو سماحهم بتصوير هذه الأشرطة، ثم بتداولها على نطاق واسع، وعدم مواكبتها بحملات صارمة للتحسيس بكون الخطر لم يبرح بلادنا بعد.

 

المغاربة اعتقدوا أن النسخة المغربية من فيروس كورونا المستجد ألطف بكثير من نظيراتها بباقي دول للعالم، خاصة بأوروبا، حيث شاهدوا على القنوات العالمية كوارث حقيقية بالمستشفيات.

 

شاركها.

تعليق واحد

اترك تعليقاً

Exit mobile version