طنجة أنتر:

الوضع الوبائي في طنجة صعب.. والإصابات مرتفعة.. والوفيات كثيرة.. هذا ما يحاولون إقناعنا به، ونحن نقول لهم إن الوضع صعب لأن البنية الصحية هشة جدا في المدينة، وليس لأن الفيروس يحب طنجة وسكانها.

هاديك الحكومة اللي فالرباط تعرف جيدا أن طنجة تقارب الثلاثة ملايين ساكن، وفيها مستشفى كبير واحد اسمه مستشفى محمد الخامس، وما كْبير غير الله سبحانه، لأن هذا المستشفى كارثة وطنية في الأيام العادية.. فكيف سيكون في زمن كورونا..

هاداك وزير الصحة اللي فالرباط جاء إلى طنجة عدة مرات ولم يفهم أن كورونا كان من الممكن أن تفعل الأعاجيب في طنجة، ليس لأن الناس متهاونين، بل لأن المدينة تضم أعدادا قياسية من الوحدات الصناعية، وهذه الوحدات لم يلتزم أغلبها بإجراءات الوقاية، وكلها تقريبا بقيت تشتغل خلال الحجر الصحي.. ومع ذلك فإن هاداك الوزير اللي فالرباط لم يفهم..

هاديك الحكومة اللي فالرباط تعرف أن مصنعا واحدا في منطقة فحص أنجرة فرّخ في بضعة أيام مئات الإصابات بالفيروس، وامتد تأثير ذلك إلى أحياء كثيرة في المدينة، ومع ذلك يم يتم فتح أي تحقيق في الموضوع.

هاديك الحكومة اللي فالرباط لم تتأخر في فتح تحقيق حول ما جرى في ضيعة “لالة ميمونة” في ضواحي القنيطرة حين أصيبت مئات النساء العاملات بالفيروس، وفتح الوكيل العام تحقيقا قضائيا في الموضوع، لكن حين أصيب المئات من عمال “رونو” بطنجة، تصرفت هاديك الحكومة اللي فالرباط وكأن لالة ميمونة ومعمل “رونو” جزيرتان يفصل بينهما بحر الباسيفيك.

هاداك الوزير اللي فالرباط يعرف أن مستشفيات طنجة التي تستقبل مصابي كورونا بها عدد قليل جدا من الأطباء، وأغلبهم متدربون أو طلبة طب، وهذا لوحده كاف لجعل الفيروس يرقص “على وحدة ونص” رغم كل المجهودات الجبارة التي يقوم بها هؤلاء.

هاديك الحكومة اللي فالرباط تعرف أن عدد الأسرّة المخصصة لاستقبال مصابي كورونا في الإنعاش لا يزيد عن أربعين، ومع ذلك يتم إلقاء اللوم كله على السكان، وكأن ما يجري في الدار البيضاء ومراكش وفاس وغيرها يمثل قمة الالتزام بشروط السلامة الصحية.

هاديك الحكومة اللي فالرباط كان عليها.. من زمان.. أن تعرف أن طنجة تستقبل كل يوم أعدادا قياسية من المواطنين المغاربة الذين يشتغلون في وحداتها الصناعية الجديدة.. لذلك كان يجب فتح مستشفيات كثيرة ومدارس جديدة وكثير من الأشياء التي تجعل طنجة تتجنب الاختناق في الصحة وغيرها.

هاديك الحكومة اللي فالرباط.. أو هاداك الوزير اللي في الحكومة.. لم يفهموا أبدا أن ما تحتاجه طنجة ليس الكلام.. وليس الإشارة إليها بالغمزات، فهي مدينة لا تنافس إلا نفسها ولا تدخل في منافسة مع أحد.. وأكبر دليل على ذلك أنه في الوقت الذي وصلت الأمور إلى الحافة.. جاءت المبادرة الملكية وكانت الأقوى والأجمل.. فبعث الملك مستشفيات عسكرية وتجهيزات طبية وعشرات الأطباء والممرضين إلى المدينة.. وبقيت هاديك الحكومة اللي فالرباط.. وهاداك الوزير اللي فالحكومة بأفواه مفتوحة مثل الطرشان في الزفة..

المبادرة الملكية مع طنجة ضربت في الصفر الحكومة والبرلمان ووزير الصحة ووزير قلة الصحة وكل عشاق الثرثرة الذين جعلوا من طنجة عش الوباء.. بينما ذهبت المبادرة الملكية إلى الصميم: لنواجه الوباء بسرعة.. ولنترك الكلام لعشاق الثرثرة..

في النهاية هذه الحكاية لهاداك الوزير اللي فالرباط:

سنة 1920، خلال الطاعون الإسباني، قررت إدارة طنجة منع الدخول والخروج من المدينة سواء نحو أوربا أو نحو باقي المناطق المغربية، لكن أشخاصا من أسرة نافذة في الرباط جاؤوا من إسبانيا ووصلوا ميناء المدينة وتم منعهم من الدخول.. وفجأة جاءت أوامر من فوق من الرباط تشدد على السماح لهم بالدخول.. فدخلوا.. ودخل معهم الوباء للمدينة.. وللمغرب كله.. حدث هذا قبل مائة سنة.. حين كانت طنجة تعطي الدروس..

وقديما قال عبد الهادي بلخياط…” وافهْميييييني…”..

شاركها.

تعليق واحد

  1. كنت قاسيا مع السيد وزير الصحة، و أنت تعلم أنها زلة لسان، و والواقع الذي تعيشه مستشفيات طنجة هو موروت ليس من المنصف محاسبة الوزير الحالي عليه.

اترك تعليقاً

Exit mobile version