يبدو أن هذا الصيف سيكون ساخنا في أرجاء بيت نادي برشلونة، حيث يشهد الفريق الكتالوني ثورة على جميع الأصعدة، بعد موسم كارثي، خرج خلاله خالي الوفاض دون تحقيق أي إنجاز يذكر، وهو الأمر الذي لم حصل منذ سنة 2008.
وليست النتائج الكارثية وحدها ما أصابت رفاق ميسي، بل صاحَب تلك الإخفاقات فضائح مدوية، أثارت ضجة في وسائل الإعلام العالمية، منها التهرب الضريبي ومخالفة قواعد الفيفا في التعاقد مع اللاعبين، وكان كبش الفداء فيها هو الرئيس السابق ساندرو روسيل، الذي استقال من منصبه تحت وطأة اتهامات بفساد مالي.
تجديد الدماء
بدأ برشلونة ثورته عقب المباراة الختامية أمام أتلتيكو مدريد، بعد أن أضاع فرصة حسم اللقب على ملعبه، بالتعادل هدف لمثله، حيث أعلن عن التعاقد مع نجم الفريق السابق، لويس إنريكي، للإشراف على الإدارة الفنية للفريق خلفا للأرجنتيني تاتا مارتينهو، الذي لم تخدمه الظروف داخل كتيبة التيكي تاكا لتحقيق إنجاز يحفظ الماء الوجه.
تعيين إنريكي مثّل الشرارة لانطلاق حملة تجديد الدماء، بداية بالتعاقد مع الحارسين الألماني تير شتيغن والتشيلي كلاوديو برافو لتعويض رحيل فيكتور فالديس ومانويل بينتو، بالإضافة إلى استعادة كل من ديلوفيو ورافينها بعد إنهاء إعارتهما لإيفرتون وسيلتا فيغو على التوالي.
من جانبها ربطت صحف كتالونيا برشلونة بعشرات النجوم التي تمارس في أندية أوروبية، إلا أن الصفقة التي باتت في حكم المؤكد هي قدوم نجم أشبيلية الكرواتي إيفان راكتيتش، الذي قدم موسما رائعا مع الفريق الأندلسي، توجه بلقب الدوري الأوروبي. في حين تتصاعد مؤشرات التعاقد مع النجم المغربي مهدي بنعطية من روما الإيطالي والألماني ماركوس رويس لاعب دورتموند.
قافلة المغادرين
ما يؤكد أن برشلونة سيدخل الميركاتو الصيفي بقوة من أجل تجديد دمائه بشكل جذري، هو طول قائمة المغادرين أو من ينتظر دوره للمغادرة، فقد تأكد رحيل كل من فالديس وبينتو، بالإضافة إعلان كارليس بويول اعتزاله اللعب نهائيا وتولي منصب إداري بالفريق.
ويبدو أن نزيف النجوم سيكون غزيرا، حيث تم تأكيد خروج نجم خط الوسط سيسك فابريغاس، في زلة لسان لجيرارد بيكي خلال مؤتمر صحفي بمعسكر المنتخب الإسباني، الذي يستعد للدفاع عن لقبه بمونديال البرازيل، أثارت غضب الإدارة، وتصب معظم المؤشرات في كون وجهته القادمة ستكون هي تشيلسي اللندني.
من جهة أخرى، يتضح أن النجم البرازيلي داني ألفيس قد حسم أمره بالرحيل عن كتالونيا، خاصة بعد توتر علاقته بالجماهير، والوجهة الأقرب هي فريق العاصمة الفرنسية، باريس سان جيرمان، مسلحا بأموال قطر.
وفي ارتباط مع قطر، أكدت وسائل إعلام محلية قرب خروج نجم الوسط وكابتن الفريق تشافي هيرنانديز إلى أحد الأندية القطرية، ليلتحق بصديقه الحميم راوول غونزاليس، وما أكد ذلك تصريحات المدرب الجديد التي لم يحسم فيها بقاء تشافي من عدمه، وهو الخروج الأكثر إيلاما لجماهير البارصا التي ترى تشافي رمزا من رموز العصر الذهبي لبرشلونة، بجانب ميسي وإنييستا.
وينتظر نجوم آخرون نهاية إسدال الستار على كأس العالم بالبرازيل، من أجل مناقشة مستقبلهم مع الفريق الكتالوني، وعلى رأسهم بيدرو رودريغيز، الذي جاءه عرض من مانشيستر سيتي، وأليكسيس سانشيز الذي يحن إلى أجواء الكاتشيو الإيطالي، بعد قضائه لثلاث مواسم شابها الاضطراب والتذبذب في المستوى.
فضائح لا تنتهي
ما أن تنفس برشلونة الصعداء بنهاية الموسم، وإقفال ملفات التهرب الضريبي، والاستفادة من تأجيل تنفيذ حكم الحرمان من دخول فترتي انتقالات من طرف الفيفا، حتى عادت قضية التهرب الضريبي في صفقة نيمار لتطفو على السطح من جديد.
وكشفت وسائل إعلام إسبانية أن القضاء قد تلقى تقريرا من وكالة الضرائب خاص بصفقة انتقال نيمار إلى برشلونة، ويخلص إلى أن النادي الكاتلوني ارتكب جريمة التهرب الضريبي بأكثر من 9 ملايين يورو في هذه الصفقة، وهو ما قد يكلف الفريق الكتالوني مبالغ تقدر 54 مليون يورو.
وكانت فضائح برشلونة انطلقت مبكرا في الموسم المنقضي، بعد الكشف عن تهرب نجم الفريق الأول الأرجنتيني ليو ميسي من أداء الضرائب، قبل أن يتم تسوية الأمر بأداء ميسي للمبالغ المستحقة عليه، ومبالغ أخرى كإجراء جزائي، بالإضافة إلى اتهام والده ومدير أعماله بتبييض الأموال.
وما أن تم لملمة هذه الفضيحة حتى انفجرت فضيحة أخرى، أسقطت ساندرو روسيل من رئاسة الفريق، حيث كشف صحف إسبانية وبرازيلية عن أن صفقة انتقال البرازيلي نيمار كلفت الفريق الكتالوني أكثر بكثير مما تم التصريح به، حيث وصلت الصفقة إلى حوالي 100 مليون يورو، في حين أن ما تم التصريح به هو 57 مليون يورو.
ولم ينتهي موسم الفضائح باستقالة روسيل، فأياما قليلة بعد خروجه، أوقع الاتحاد الدولي لكرة القدم عقوبة قاسية على الفريق الكتالوني، بحرمانه من دخول فترتي انتقالات، بعد مخالفته لقواعد الفيفا في التعاقد مع الناشئين، حيث يلزم الفيفا الفرق التي تتعاقد مع الناشئين بضرورة إقامة والديهم معهم في المدينة نفسها، إلا أن الفيفا أجل تنفيذ العقوبة إلى حين البت في الاستئناف المقدم من البرصا.