طنجة أنتر – س. رملي:
صورة تلخص الكثير في طنجة، طنجة الدولية وطنجة المغربية وطنجة نفسها. المهم أنها كانت طنجة بشخصيتها القوية والمستقلة والمشرئبة بعنقها دوما نحو المستقبل والمرسلة جذورها في تربة الازدهار.
في شارع واحد بالبوليفار، بل في بضعة أمتار مربعة.. هناك أكثر من معنى وأكثر من رسالة، امرأة طنجاوية بالحايك، الذي لم يكن يوجد غيره آنذاك بالنسبة للنساء الطنجاويات المسلمات.
وخلفها امرأة بدوية جبلية بشاشيتها التقليدية، حيث كانت المدينة تستقبل الكثيرات منهن كل يوم للتسوق وبيع منتجات الحقول المجاورة لطنجة.
وقرب المرأتين رجل يبدو واضحا من زيه أنه راهب، في وقت كانت طنجة تعج بالكنائس والأديان والطوائف. وفي الخلف أناس وأطفال ونساء بكل الأناقة اللازمة في مدينة كانت مطمئنة على حاضرها ومستقبلها.
وفي مقدمة الصورة يبدو من هيأة الرجل ونظارته السوداء أنه رجل أعمال أو بنكي أو مصرفي، أي أنه يترجم حالة الازدهار في طنجة ذلك الزمن. على يمين الصورة سيارة فارهة في مدينة كانت الأولى في كل شيء، ليس في المغرب فقط، بل في إفريقيا والعالم العربي وفي أجزاء أخرى من العالم.
وفي عمق الصورة أشجار باسقة، في وقت كانت المدينة تحتفي باخضرارها في كل مكان، وكانت زرقة البحر واخضرار الطبيعة تتمازجان في أكثر من مكان.. يوم كان الأسمنت أقل من القليل.
كل هؤلاء الناس يمشون على رصيف نظيف وأنيق على جانبه متاجر فاخرة تبيع كل أشكال البضائع، سواء القادمة من مختلف مناطق العالم أو المصنعة في طنجة.
إنها طنجة.. !