في ظل إهمال كبير وتجاهل شبه تام من الهيئات المدنية والمصالح الطبية، رحلت إلى دار البقاء الشابة رباب التطواني، التي كانت تعاني من مرض غامض تسبب لها في انتفاخ في كافة أنحاء جسمها، وقد كشفت والدتها، أول أمس الأحد، عن المعاناة التي عاشتها ابنتها مع قسوة بعض الأطباء والمؤسسات الصحية.
وأوردت الأم أن الطبيبة المعالجة لابنتها بمستشفى «الدوق ديتوفار» بطنجة، كانت تتعامل معها بقسوة وازدراء كبيرين، في ظل العجز المادي الذي تعانيه الأسرة، وقالت الأم إن الطبيبة قالت لها بالحرف الواحد «إذا لم يكن لديك مال لعلاج ابنتك فخذيها أو ارمها».
وكشفت أم رباب، أن الطبيبة المعالجة رغم عجزها عن تشخيص مرض الشابة، وعدم قدرتها على توقيف الانتفاخ المتزايد الذي كان يؤثر بشكل كبير على قلبها وجهازها التنفسي، إلا أنها رفضت التوقيع على وثيقة الموافقة على نقلها إلى الخارج للعلاج، بعدما اقترح بعض المحسنين التكفل بذلك.
وتحدثت والدة رباب عن معاناتها لتوفير مصاريف العلاج المتزايدة، حيث اضطرت لبيع ملابسها وأثاث منزلها، بالإضافة إلى الاعتماد على معونات المحسنين، للتمكن من نقل ابنتها إلى الرباط بناء على أوامر الطبيبة المعالجة، التي كانت رغم ذلك تتعامل مع وضعية المريضة بازدراء، لدرجة تخيير والدتها بين توفير مصاريف العلاج أو انتظار ساعة ابنتها.
ورغم أن الأم استطاعت بشق الأنفس توفير 3000 درهم لنقل ابنتها إلى الرباط، إلا أن مسلسل الإهمال استمر، حيث لم تؤدي الفحوصات هناك لأي نتيجة، بالإضافة إلى المعاملة السيئة من طرف بعض إداريي المستشفى هناك، قبل تدخل إحدى الطبيبات والتي ساعدت الشابة على العودة إلى طنجة.
صدمات الأم ستستمر في طنجة، حيث رفضت الطبيبة المعالجة الاستمرار في متابعة حالة المريضة، لتضطر الأم للجوء إلى طبيب آخر بمستشفى محمد الخامس، هذا الأخير الذي لم تكن معاملته لرباب أفضل حالا، بل إنه رفض حتى مجرد فحصها وتوفير سرير لها، رغم حصول الأم على إذن رسمي بذلك، مطالبا إياها بـ»رميها» في مكان آخر.
وكانت رباب، ذات العشرين عاما، قد عانت طويلا من مرض غامض، تسبب لها في سمنة مرضية تحولت إلى حالة من الانتفاخ المستمر في كافة أنحاء جسمها، حيث ظلت لـ5 أشهر كاملة ملقاة على ظهرها وعاجزة عن الحركة، مع مشاكل في القلب وفي الجهاز التنفسي بالإضافة إلى الالتهابات، إلى أن وافتها المنية يوم الجمعة الماضي.

عن “المساء”

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version