طنجة أنتر:
منذ سنوات صارت طنجة تغرق في وحل ظاهرة مخيفة وهي الانتشار المهول للكلاب الضالة في كل مناطق المدينة، وفي كثير من المرات تعرض مواطنون، بينهم أطفال، لهجمات خطرة وشرسة من هذه الكلاب التي تتجمع في قطعان وكأن الأمر يتعلق بكلاب الأدغال الإفريقية.
وفي الآونة الأخيرة أثار عدد من المنتخبين هذا الموضوع في اجتماعات علنية، بعضها كان والي طنجة، محمد مهيدية، حاضرا فيها، وسمع مدى خطورة هذه الكلاب في مدينة توصف بأنها القطب الاقتصادي الثاني في البلاد ومستقبل المغرب من حيث الاستثمارات والنمو الاقتصادي.
لكن عوض تحرك ولاية طنجة، فإن الذي حدث هو أن الوالي غضب من هذه التدخلات، وعلى الخصوص من تدخل مستشارة جماعية كانت صريحة ومباشرة في موضوع الكلاب الضالة، في “حضرة الوالي”.
رغم كل شيء، فإن أعداد الكلاب الضالة تتزايد في المدينة بشكل مخيف، ومعها يرتفع عدد الضحايا، ولا أحد يعرف إن كانت ولاية طنجة على علم بالهجومات الشرسة التي يتعرض لها أطفال يتوجهون إلى مدارسهم في الساعات الأولى للصباح وهم يرجون من الله ألا يلتقون في طريقهم قطيعا شرسا من الكلاب.
وإلى حدود اليوم، فإن ولاية طنجة تبدو غير مبالية بهذا الوضع الخطير الذي يهدد سكان طنجة، في وقت يحكي الناس عن حوادث مرعبة تتحول فيها الكلاب إلى كائنات مفترسة وتنهش ضحاياها بوحشية.
والي طنجة، الذي يقال إنه على وشك الرحيل، يجب أن يتصرف ببعض الحزم لأن محاربة ظاهرة الكلاب الضالة من صميم عمل السلطات ولا علاقة لها بقرب المغادرة، فليس من المعقول أن يترك الوالي لسلفه وللسكان كل هذه الأعداد من الكلاب التي صارت تشكل قضية أمنية بامتياز.