طنجة أنتر:
استياء كبير خلفته صور لعملية اجتثاث أشجار من جذورها في أحد شوارع طنجة، من أجل تثبيت أعمدة حديدية واحتلال الرصيف الذي يشكل جزءا أساسيا من الملك العام.
وانتشرت صور مقرفة لأشجار مقتلعة بوحشية من الرصيف، بينما تم تثبيت أعمدة حديدية مكانها، من أجل فتح أو توسيع مشروع تجاري متوحش، مثلما يحدث في كل مكان بالمدينة، حيث غابت السلطات بشكل مخيف وتحول المنتخبون إلى مجرد صيادين للصفقات و”الهموز”.
هذه الصور البشعة لا تعتبر استثناء في طنجة، بل تعبر عن واقع الحال في مختلف أرجاء المدينة، التي تسودها فوضى غير مسبوقة، أبطالها من الفاسدين والجشعين والطماعين، الذين يمارسون هوايتهم في احتقار السكان والقانون، أمام عيون السلطات والمنتخبين.
واستفحلت في طنجة، خلال السنوات الأخيرة، عمليات احتلال الملك العام، مثل الأرصفة والممرات أو المناطق الخضراء، وهو ما لا يمكن أن يحدث لو كانت سلطات المدينة حازمة، سواء مع محتقري القانون، أو مع منتخبين فاسدين يبيعون الرخص بأزهد الأثمان، أو يكتفون بإغماض العين عن الخروقات الفظيعة التي تتحول، مع مرور الوقت، إلى أمر واقع لا أحد يستطيع تغييره.
وبمجرد جولة سريعة في كل مناطق ومقاطعات طنجة، سيتم معاينة خروقات مهولة وعربدة غير مسبوقة عبر احتلال الملك العام بأبشع الطرق، وهو ما شجع عددا من الفراعنة الأقزام على اقتلاع الأشجار واحتلال الرصيف، وكأن الأمر يجري في الأدغال البعيدة وليس في مدينة توصف بأنها ثاني قطب اقتصادي في المملكة وتحظى برعاية ملكية كبيرة.
ويتساءل الطنجاويون عن الدور الذي تقوم به سلطات طنجة، وعلى الخصوص الولاية، في ظل هذه العربدة غير المسبوقة والسيبة المستفحلة في كل مكان، حيث يرفع منتخبون فاسدون شعار “أنا وبعدي الطوفان”، وكأن المدينة خارج القانون.