طنجة أنتر:
قالت صحيفة فايننشال تايمز إن سعي السعودية لتعزيز صورتها في الخارج من أبرز دوافع التعاقد مع نجم كرة القدم البرتغالي كريستيانو رونالدو، وهو ما دفع جماعات حقوق الإنسان إلى انتقاد “الغسيل الرياضي” لسمعة المملكة.
وحسب الصحيفة فإن السعودية تولي اهتماما كبيرا لصفقة شراء رونالدو، بهدف تعزيز صورة المملكة في الخارج، التي تندفع نحو الاستثمار في الرياض، بقيادة صندوق الاستثمار العام السيادي، الذي اشترى نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي عام 2021″، مشيرة إلى أن المنتقدين لهذا التوجه، يعتبرونه “صرفا للانتباه عن استمرار انتهاكات حقوق الإنسان.
وسبق لمنظمة العفو الدولية أن قالت في بيان قبل مباراة النصر وباريس سان جيرمان إن “توقيع النادي السعودي مع رونالدو ينسجم مع نمط أوسع للغسيل الرياضي في المملكة العربية السعودية”، لافتة إلى أن تركي آل الشيخ المقرب من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، تسبب في حالة استقطاب (انقسام) للرأي العام في الدولة الوهابية المحافظة والمتشددة سابقا، وإن كان العديد من الشباب السعودي ينسبون إليه الفضل في قيادة حملة لاستضافة الحفلات الموسيقية والبطولات الرياضية في المملكة.
وخلال المباراة الاستعراضية بين نجوم الدوري السعودي وباريس سان جيرمان، قال آل الشيخ للجمهور إن “هناك 140دولة تراقبكم، أنتم في لحظة تاريخية الآن”، وأشار مقال فايننشال تايمز إلى أن القليل كان يتوقع قبل 10 سنوات أن تشهد السعودية مثل هذا الحدث، حيث تمايل الرجال والنساء معا على وقع موسيقى الهيب هوب في ملعب الملك فهد بالرياض، والمعروف أن النساء في السعودية لم يكن يُسمح لهن بدخول ملاعب كرة القدم قبل عام 2017.
وبعد المباراة، عاد رونالدو إلى جناحه الفخم في فندق فورسيزون، حيث يعيش مع صديقته جورجينا، في وقت يُحظر فيه ممارسة الجنس بين غير المتزوجين في السعودية، تتبنى السلطات نهجا عمليا “لا تسأل ولا تخبر” مع الأجانب، وفق فايننشال تايمز.
فالمملكة تشهد إصلاحات اجتماعية واقتصادية عميقة في عهد ولي العهد محمد بن سلمان، الذي تتجه شعبيته إلى الفئة الأصغر سنا من السكان، تحت سن الثلاثين، لكن الرجل القوى في المملكة يواجه أيضا انتقادات شديدة في الخارج بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك موجة الإعدام الأخيرة والأحكام القاسية.