طنجة أنتر:

يشكل فضاء “رياض السلطان” الواقع بالمدينة العتيقة لطنجة مسرحا ومركزا ثقافيا للقرب، افتتح هذا الفضاء الذي كان جزءا من مجمع “دار المخزن” بالمدينة العتيقة لطنجة، ليشكل تجربة مسرحية مبتكرة بالمغرب، تهدف إلى إيصال المسرح إلى الشباب وإلى الناس من سكان الأزقة والحواري المدينة العتيقة لطنجة.

يقع “رياض السلطان” في الزقاق المؤدي إلى ساحة المشور وباب البحر، ويجاوره متحف القصبة للثقافات المتوسطية ومتحف القصبة فضاء الفن المعاصر، وهو غير بعيد عن فضاء عرض ذاكرة ابن بطوطة ببرج النعام، حيث تحول “دار المخزن” إلى تجمع ثقافي بفضل مشاريع التأهيل والتثمين التي طالت المدينة العتيقة لطنجة، وسمي بهذا الإسم نسبة الى الحديقة الأندلسية “رياض السلطان” التي تعتبر معلمة تاريخية بارزة في تراث طنجة المادي، حيث كانت جزءا ملحقا بدار المخزن، وبقيت لسنوات مهملة قبل تجديدها وتثمينها وفق برنامج قدمه جمعية “باب البحر”.

ويُعد “رياض السلطان” أول مسرح قُرب في المغرب، ويسهر جاهدا، عبر برنامج ثقافي متنوع، إذ يحتضن ندوات ومحاضرات وفعاليات ثقافية متنوعة، هو بمثابة فرصة للجمهور للتمتع بالممارسة الإبداعية والثقافية، وتتجلى أهدافه في خلق فضاء جميل ورحب لتكوين الشباب في مجال المسرح فضلا عن تلقينهم مهارات هذا الفن العريق.

ويتضمن الفضاء الثقافي، (الذي تم تجديده بعدما استغرقت فيه الأشغال ثلاث سنوات)، قاعة عروض مؤثثة بمدرجات متحركة تسع 130 شخصا وبتقنيات عصرية للصوت والإضاءة، وقاعة “طياطروتيط”، وهي خزانة مسرحية تتيح تقريب أهم الأعمال المسرحية والفنية العالمية والوطنية للمهتمين، (مسرح، رقص، أداء …)، واستديو للتسجيل ومحترفا لتكوين الممثل، ومرافق إدارية وتقنية ومقهى ثقافي يطل على حديقة أندلسية بديعة.

ويندرج تأسيس هذا الفضاء الثقافي والفني في إطار برنامج إعادة تأهيل البنية الثقافية والفنية، الذي يتم بلورته تحت إشراف ولاية جهة طنجة – تطوان – الحسيمة ووكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال، ويساهم هذا المشروع النموذجي، وهو الأول من نوعه، في جذب اهتمام الجمهور بالمسرح من أجل التردد على قاعات المسرح القريبة ببرمجة قارة ومحترفات يومية وأسبوعية. كما يسعى إلى رفع وعي الشباب والأطفال والنساء بأهمية الممارسة الثقافية بشكل عام.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version