طنجة أنتر – أ. فلاح:

حالة غريبة عاشتها طنجة يوم الجمعة الماضي، حين رست بمينائها ثلاث عبارات سياحية كبيرة بها آلاف السياح، غير أن المدينة العتيقة كانت عبارة عن شبح لا يوجد في أزقتها سوى المشردون والمجانين والكلاب.

في صباح ذلك اليوم، كان من الممكن أن يستفيد مئات التجار من حركة رواج تجاري غير مسبوق، بفضل آلاف السياح من مختلف الجنسيات، الذين قضوا عدة ساعات يتجولون بالمدينة العتيقة، ومن الأكيد أنهم أخذوا في أذهانهم صورة مختلفة تماما عن طنجة التي كانوا يسمعون عنها ويحلمون بزيارتها.

ففي ذلك الصباح، كانت كل متاجر المدينة مغلقة، بما فيها البازارات السياحية، وهو شيء عادي بالنظر ليوم جمعة في شهر رمضان، حيث تفتح المتاجر عادة بعد صلاة الظهر، لكن الغريب أن أزقة المدينة العتيقة بطنحة كانت ممتلئة وقتها بعدد استثنائي من المشردين والمختلين عقليا، مع عدد لا بأس به من الكلاب والقطط، وهو أيضا شيء عادي في طنجة “الكوبرا”!

وبصعوبة بالغة، استطاع مئات السياح شراء قنينات ماء، وكانوا يستعجلون العودة إلى عباراتهم بالميناء، بعد أن اكتشفوا طنجة مختلفة تماما، مدينة شبح بكل ما في الكلمة من معنى، بل مدينة خطيرة بهذا الكم الهائل من المشردين والمجانين والكلاب، وهي مناسبة يعيد فيها السكان طرح تساؤلاتهم المحيرة حول هذا الإغراق المتعمد للمدينة بجحافل المشردين والمختلين والحيوانات الضالة.

ويبدو أن الملايير التي صرفت على إعادة تأهيل المدينة العتيقة كلها صارت مضروبة في الصفر، ما دام أن مسؤولي المدينة، الغارقين في عسل النوم والكسل والمصالح الخاصة، لم يكلفوا أنفسهم عناء إخبار التجار والهيآت الممثلة لهم، بضرورة فتح المتاجر مبكرا للاستفادة من رواج تجاري استثنائي، لكن لا يبدو أن والي طنجة محمد مهيدية، ومعاونيه، يهتمون كثيرا بهذا الأمر، قدر اهتمامهم بقضايا أخرى.

ما جرى يوم الجمعة يؤكد أن طنجة لا تزال في حاجة لمسؤولين ومنتخبين حقيقيين يعملون من أجل مصلحة المدينة وليس من أجل مصالحهم الخاصة، لأن ما حدث يثبت أن هذه المدينة لا يسيرها أحد، وأن التنسيق غائب تماما بين كل القطاعات، وأن المسؤولية الكبرى فيما جرى تتحملها ولاية طنجة، التي يبدو أنها في حاجة ماسة إلى ولاية أخرى تنبهها إلى عيوبها الكبيرة التي أصبحت تتكاثر أكثر من اللازم.

وسط كل هذه الفوضى.. من حق الطنجاويين أن يتساءلوا حول من يتآمر على مدينتهم..!

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version