طنجة أنتر:
منذ مدة طويلة لم ير سكان طنجة عمدة مدينتهم، منير ليموري، الذي يعتبر وصوله إلى العمودية “كسيدة خايبة” تلت تلك الانتخابات الشهيرة التي جرت في شتنبر 2021، والتي خلفت وراءها الكثير من الغبار في طنجة والنواحي.
العمدة ليموري، الذي لا يكاد يظهر له أثر طوال العام، اختفى بشكل كامل منذ بداية شهر رمضان، قبل أن يظهر فجأة في ليلة المديح الصوفي للمجموعة القادرية البودشيشية، ليلة الجمعة بقاعة بوكماخ.
ليموري جاء إلى القاعة مدججا بفيلق كامل من نوابه ونواب نوابه ورهط من أتباعه، وجلس في الصف الأول كما ينص البروتوكول، وأيضا لكي يثبت أنه هو العمدة.. ولا أحد غيره!
والمثير أنه جرى تقديم العمدة باسم منير الليموني، حتى ضجت القاعة بالضحك، وهذه هي المدينة الوحيدة في المغرب التي لا يعرف سكانها اسم عمدتهم. كما أن حضرة العمدة لم يجد مكانا يجلس فيه، وبالكاد تم العثور له على مقعد في الصف الأول، فلا أحد كان يتوقع حضور عمدة يغيب باستمرار مثل تلميذ كسول!
العمدة ليموري، الذي ينتمي لحزب الأصالة والمعاصرة، يعرف جيدا قيمة هذا المصطلح، ما دام أنه كان لوقت طويل عضوا ثم رئيسا لغرفة الصناعة التقليدية، وذهب بعيدا في صناعة الأحذية التقليدية، قبل أن تدفع به رياح المعاصرة لصنع أحذية معاصرة.
سكان طنجة الذين فوجئوا بظهور استثنائي لعمدتهم في تظاهرة فنية روحية في رمضان، يتساءلون لماذا يغيب هذا العمدة عن الأنشطة الثقافية والفنية طوال العام، ولماذا لا يخصص بعضا من وقته الثمين للمدينة، التي فوجئت بتنصيبه عمدة عليها، مثل زواج قسري ناتج عن اغتصاب.
ليس هذا فحسب، بل إن عددا من نوابه صاروا مثله، أي مثل الثعالب التي تظهر وتختفي، والذين ظهر عليهم، فجأة، خشوع غير معهود في ليلة المديح الصوفية، وكأنهم يريدون إيصال رسالة ما إلى جهة ما..!
عموما، فإن سكان طنجة يتمنون لو أن العمدة العارف بالله، سيدي منير ليموري أبقاه الله، يستمر في الظهور بين الفينة والأخرى، حتى يعرف أهل طنجة أن مدينتهم بها عمدة، بعد الشكوك الكثيرة التي ساورتهم بهذا الخصوص، بعد أن غرقت المدينة في الفوضى والوساخة والحفر والكلاب وكل المصائب.