طنجة أنتر:

في شتنبر من سنة 2021 أمر والي جهة طنجة، محمد مهيدية، بهدم عشرات المنازل التي بنيت خارج القانون في منطقة بني سعيد في جماعة كزناية، وكانت الأوامر صارمة وتم الهدم مباشرة، وطبعا من دون تقديم المتورطين والمتواطئين إلى التحقيق أو العدالة.

وقتها كانت عملية الهدم سريعة وقوية، وتم هدم بنايات من أربعة طوابق ومكتملة البناء، وهي عملية أثارت الكثير من الرضا في طنجة، غير أنها أثارت أيضا الكثير من التساؤلات حول عيون السلطة المنتشرة في كل مكان، والتي لا ترى بنايات عشوائية تبنى أمام الجميع، وفي النهاية يصدر قرار هدمها من دون محاسبة المتواطئين.

غير أن منطقة بني سعيد ليست وحدها المعنية بهذه الحالة، ومؤخرا انفجرت فضيحة مماثلة في منطقة البحراويين، بعمالة فحص أنجرة بطنجة، حين اتهم مواطنون رجال سلطة بالاعتداء على شاب كان يبني “سطارة” في سطح المنزل، بتهمة البناء من دون رخصة، في الوقت الذي يقول السكان إن عشرات المنازل في المنطقة بنيت من دون رخصة، بل وبتواطؤ مع من يفترض فيهم حماية القانون.

وحسب تصريحات أفراد من أسرة الشاب الذي يقول إنه تعرض للضرب، فإن البناء العشوائي في منطقة البحراويين، وخصوصا في منطقة بني واسين، مستفحل بدرجة خطيرة، وأن ذلك يجري أمام عيون رجال السلطة، بمن فيهم القايد والمقدمين.

وتقول مصادر من المنطقة لموقع “طنجة أنتر” إنه مباشرة بعد عملية الاعتداء، وخوفا من انكشاف فضائح البناء العشوائي، تم مؤقتا وقف جميع عمليات البناء والتخلص من مواد البناء أو إخفائها، خشية فتح تحقيق من طرف الوالي مهيدية، غير أن الوالي لم يفتح أي تحقيق حول الموضوع حتى الآن، رغم أنه الوالي نفسه الذي أمر بهدم العشوائيات في كزناية قبل حوالي سنتين!

ويقول سكان من المنطقة إن البناء العشوائي في البحراويين خطير جدا، وأن التواطؤ أخطر، وهو ما أصبح يحتم على السلطات التدخل بشكل عاجل لوقف هذه الفضيحة ومحاسبة المتورطين.

ويستغل سماسرة العقار الطفرة التي تعرفها هذه الجماعة، من حيث استضافتها لعدد من المشاريع الاقتصادية، من أجل جمع ثروات من خلال البناء العشوائي، وهو شيء لا يخفى على عيون السلطة.

ويأمل سكان طنجة ألا تعمد ولاية طنجة إلى الكيل بمكيالين، حيث تهدم المنازل التي بنيت بدون رخصة في بني سعيد، وتغمض العين على العشوائيات في البحراويين.

وربما تكون الأيام القليلة المقبلة حاسمة في معرفة إن كانت سلطات طنجة حازمة في محاربة البناء العشوائي وتواطؤ الفاسدين، أم أن فضائح البحراويين ستمر بسلام على المتورطين والمتواطئين.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version