طنجة أنتر:

أطلق المغرب وإسبانيا مرحلة جديدة في مشروع بناء نفق يربط بين البلدين تحت البحر عبر مضيق جبل طارق، وأبدى الطرفان في الأيام الأخيرة، رغبة مشتركة بدفع وإطلاق الدراسات الخاصة بهذا المشروع، الذي يتميز بأهمية جيواستراتيجية قصوى للبلدين وللعلاقات بين القارتين الأوروبية والإفريقية.

على أرض الواقع، كما أن المشروع قد يواجه اعتراضا من دول أوروبية تخشى موجات من الهجرة غير النظامية.

وأضاف المحللون أن مشروع النفق الذي ظل حبيس الأدراج لعقود طويلة، قد يُحدث ثورة حقيقية على العديد من المستويات، وقد يصبح بعد أن يرى النور محفزا للاقتصاد الأوروبي والإفريقي، وأن يساهم بشكل كبير في التنمية الاقتصادية لغرب البحر الأبيض المتوسط ، وتعزيز الربط القاري بين إفريقيا وأوروبا، وتعزيز التبادل التجاري بين المغرب وإسبانيا، كما سيفتح آفاقا اقتصادية جديدة للمملكتين بالقارتين الأوروبية والإفريقية من خلال تقليل تكلفة النقل والتوريد والشحن واللوجستيك، إضافة إلى توفير الكثير من الوقت.

وسيتيح الموقع الجغرافي لمضيق جبل طارق لهذا المشروع الواعد، مكانة استثنائية في الاستراتيجية الأورو- إفريقية لشبكات النقل البري الدولية الرئيسية في إسبانيا والمغرب.

ويقع مضيق جبل طارق جنوب إسبانيا ومستعمرة جبل طارق البريطانية المتمتعة بالحكم الذاتي وشمال المغرب، ويفصل أوروبا عن القارة الإفريقية، وهو الممر المائي الوحيد الذي يربط المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، ويقدر عرضه بأربعة عشر كيلو مترا ، فيما يبلغ أطول عمق له نحو تسعمائة متر، ويعتبر جزءاً من المياه الدولية، ومن أكثر الممرات البحرية ازدحاما في العالم، بعد مضيق بحر المانش ، حيث تعبره سنويا نحو 100 ألف سفينة بمعدل 300 سفينة يومياً.

ويذكر أن إسبانيا هي بالفعل الشريك التجاري الأول للمغرب الذي يصدر جزءا كبيرا من إنتاجه، وخاصة الزراعي، إلى الاتحاد الأوروبي، وقد وصلت العلاقات التجارية بين البلدين لمستويات تاريخية عالية، ببلوغها عشرين مليار يورو من التجارة الثنائية، واثني عشر مليار يورو من الصادرات الإسبانية إلى المغرب، مع وجود نحو ألف ومئة شركة إسبانية تعمل حاليا على الأراضي المغربية، كما يشهد حجم التبادل التجاري بين الاتحاد الأوروبي وإفريقيا نمواً متواصلاً وقد بلغ 225 مليار يورو عام 2020 ، حيث صدّر الاتحاد منتجات إلى إفريقيا بحوالي 124 مليار يورو، فيما استورد بضائع بقيمة تزيد على مئة مليار يورو.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version