طنجة أنتر:
هذه الصورة من حي شعبي في منطقة الرهراه بطنجة، حيث يقوم عدد من الأطفال، بوسائلهم الذاتية الخاصة، بإعداد ملعب صغير من أجل ممارسة هوايتهم المفضلة، كرة القدم.
الأطفال أحضروا أعمدة خشبية لصنع المرمى وأكياس جير لتحديد الملعب، بينما تبدو المدرجات طبيعية وهي عبارة عن أكوام من الأتربة.
بعد انتهاء هذا الملعب سيستمتع به الأطفال لبعض الوقت، ربما لبضعة أشهر، قبل أن يأتي أحد وحوش العقار لبناء عمارة ثم يدفن أحلام ومتعة هؤلاء الأطفال الذين سيكونون مضطرين للبحث عن خندق جديد لإقامة ملعب آخر.
لكن، في كل مناطق طنجة توجد المئات من ملاعب القرب، والتي بنيت بأموال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، يعني من المال العام، والتي تحولت إلى مغارات علي بابا تدر على المسيطرين عليها أموالا خرافية، أمام سمع وعيون السلطات، وعلى رأسها والي جهة طنجة، محمد مهيدية، الذي يبدو أن هذه الأمور تدخل من أذنه اليمنى وتخرج من أذنه اليسرى.
ملاعب القرب بطنجة، والتي تسيطر عليها شبكات شبيهة بالعصابات، صارت فضيحة حقيقية، والوالي أصبح ملزما بأن يمارس دوره بحزم ويفتح ملفات المتابعة القضائية ضد هذه الشبكات التي تغتني من وراء اقتصاد الريع، والجميع يعلم أن هذا الموضوع تدور فيه الكثير من الرشاوى.
ملف ملاعب القرب بطنجة لم يعد يحتمل الانتظار، ولائحته صارت تزكم الأنوف، وفي حال استمر الوضع على ما هو عليه وبقيت ولاية طنجة تمارس مؤامرة الصمت، فإن الجمعيات المدنية في المدينة يجب أن ترفع دعاوى قضائية ضد الشبكات المسيطرة على ملاعب القرب، ولم لا مقاضاة السلطات أيضا لأنها تعتبر شريكة في عدم محاسبة الفاسدين.
هذا الملف الذي سنتابعه بالكثير من التفاصيل في حلقات مقبلة، سنتطرق فيه أيضا لما يسمى عصبة الشمال لكرة القدم، هذا الطاجين الذي فاحت روائحه العفنة، لنكتشف أشياء خطيرة في هذه المدينة المنكوبة.