طنجة أنتر -متابعة:
أصدرت السلطات المختصة بمدينة طنجة، قرارا يقضي بمنع طبخ الطعام بجميع غابات طنجة ونواحيها، وذلك حماية لها من الحرائق، وكانت جهة طنجة تطوان الحسيمة، وفق تقارير رسمية قد جاءت على رأس المناطق المتضررة من حرائق الغابات، خلال سنة 2022.
ووفق السلطات المختصة فإن أغلب هذه الحرائق سببها يأتي من التجمعات البشرية، مما حدا إلى إصدار قرار منع الطهو، وتم تعميمه على مختلف مصالح المياه والغابات المكلفة بحراسة هذه الغابات، قصد العمل على تطويق هذه الظاهرة، وتحسيس السكان القادمين للتنزه بهذه الغابات، تحت طائلة الردع القانوني في حالة العود.
وشهدت عدة مجالات غابوية خلال الصيف الماضي، عدة حرائق في كل من أقاليم العرائش وشفشاون والحسيمة وتطوان، ما أسفر عن خسائر مادية جسيمة في الملك الغابوي، واستندت هذه المصالح المعنية إلى القوانين الجاري بها العمل، التي تؤكد أن الغابات، سواء العمومية أو الخاصة، هي بمثابة ممتلكات ذات منفعة مشتركة، من واجب الإدارة والخواص المحافظة عليها واستغلالها بشكل يضمن توازنها واحترام الأنظمة البيئية.
وبحسب البيانات الرسمية التي قدمها المدير العام للوكالة الوطنية للمياه والغابات، عبد الرحيم هومي، خلال اجتماع للجنة المديرية للوقاية ومكافحة الحرائق الغابوية، الثلاثاء الماضي فإن جهة طنجة تطوان الحسيمة، شهدت 118 حريقا غابويا خلال العام الماضي، أتى على على 18 ألف و704 هكتار.
وتتوجه أصابع الاتهام بخصوص الحرائق التي تشهدها الغابات المحلية، أساسا إلى العامل البشري، إما بسبب الإهمال، وإما بوضع سيناريو لتدمير الغطاء الغابوي للاستيلاء على العقار واستغلاله في البناء العشوائي، كما هو الحال بغابات المدار الحضري والمجاور له منها غابات الهرارش، اشراقة، اكزناية ورهراه، وهو ما جعل السلطات المختصة تتدخل مرارا لردع المخالفين.
الجدير بالذكر أن تم توجيه طلبات إلى المصالح الحكومية المختصة للمطالبة بتعويض مساحات مُتضررة بغابة مديونة بضواحي طنجة، التي فقدت هكتارات مهمة من الأراضي الغابوية التي تعد المتنفس الوحيد المتبقي لسكان طنجة، مما بات معه من الضروري وضع خطة لإعادة تشجير وتأهيل غابة مديونة والغابات المجاورة لها، وحمايتها من أي تهديد، خاصة بعد الخسائر التي خلفها حريق سابق والذي كان بمثابة كارثة بيئية.
كما سبق لفرق برلمانية أن دعت عبر الطلبات الموجهة إلى المصالح المعنية، بالعمل على منع محاولات فتح الغابات التي تعرضت للحرائق أمام البناء، ونبهت المصادر إلى أن المجالس المنتخبة، أضحت بحاجة إلى تدخلات ضرورية وتواصل مستمر مع الرأي العام المحلي، للتحسيس بخطورة حرائق الغابات خلال فصلي الصيف والربيع في ظل خروج المواطنين للتنزه، حيث غالبا ما يتم رصد الحرائق خلال هذين الموسمين بالضبط.