طنجة أنتر:
بعد مرور أكثر من سنة على التزام المغرب بتحويل سبتة ومليلية إلى نقطتين تجاريتين جمركيتين في إطار التقارب الحالي بين البلدين، يسود تخوف متبادل بين مدريد والرباط حول إمكانية التراجع عن هذا القرار لأسباب متباينة.
وبعدما كان المغرب قبل مبدئيا إقامة المعابر الحدودية، خصوصا بعد تطبيع العلاقات بين البلدين عقب فترة توتر قاسية بسبب ملف الصحراء، إلا أن المغرب عاد ليعبر عن قلقه من تنفيذ هذه الخطوة لأسباب مرتبطة بمبدإ السيادة. أما في إسبانيا فقد أصبح موضوع تحويل سبتة ومليلية إلى نقطتين جمركيتين إلى نقاش سياسي وإعلامي، لاسيما مع بدء الحملة الانتخابية هذه الجمعة الخاصة بالانتخابات البلدية نهاية شهر مايو الجاري.
وتكتسي هذه الانتخابات أهمية خاصة في الانتخابات في سبتة ومليلية، حيث أن حزب فوكس القومي المتطرف رفع شعار “مناهضة مغربة سبتة ومليلية” في الحملة الانتخابية التي بدأت الجمعة من الأسبوع الجاري. وكان البلدان قد أجريا تجارب التصدير والاستيراد عبر سبتة ومليلية خلال شهر مارس الماضي، ولم يكشف المغرب علانية بهذه التجارب، غير أن المسؤولين الإسبان، وخاصة وزير الخارجية مانويل ألباريس أكد هذا المعطى في تدخلاته أمام الكونغرس الإسباني بشقيه النواب والشيوخ، ولم تنف الرباط.
ونشرت جريدة الباييس الأربعاء من الأسبوع الجاري إصرار حكومة مدريد على ضرورة التزام المغرب بما تعهد فيه في اتفاقيات المصالحة التي جرى التوقيع عليها. وتنقل عن مصادر مقربة من الحكومة تردد الرباط في التقدم قدما في مسلسل تحويل سبتة ومليلية إلى نقطتين جمركيتين رسميتين.
وتعترف مصلحة المالية والضرائب الإسبانية التي تراقب عمليات التصدير والاستيراد بأنها لا تتوفر حتى الآن على أي برنامج في هذا الشأن، بينما يتخوف المغرب من اعتبار تحويل المدينتين إلى نقطتين جمركيتين هو بمثابة اعتراف مغربي تاريخي بأن المدينتين إسبانيتين، والحال أنهما تحت الاستعمار، ولا يطرحهما المغرب حاليا بسبب الأولوية التي تمنح لملف أهمية خاصة.
كما أن المغرب، حتى وإن قبل بمرور بعض السلع من سبتة ومليلية بطريقة رسمية، فإنه يرغب في استمرار التصدير والاستيراد مع إسبانيا عبر موانئ طنجة المتوسطي والدار البيضاء حتى لا تتأثر هذه الموانئ المغربية من الحركة التجارية الدولية.