طنجة أنتر:
في اليوم الأول الذي قررت فيه الجماعة الحضرية لطنجة دعم رفع أسعار تذاكر الحافلات، حدثت مشاهد محزنة لعدد من الركاب، منهم من صعدوا الحافلات ثم نزلوا منها بسرعة، ومنهم من اضطروا للمشي لمسافات طويلة، والأهم من هذا مشهد أم قروية صعدت الحافلة هي وثلاثة من أبنائها ولم تجد في يدها المبلغ الكافي ثم نزلوا جميعا وساروا مشيا.. إلى أين..؟ الله أعلم!
عمدة طنجة منير ليموري، ومسؤولو حافلات Alsa الإسبانية ووالي الجهة محمد مهيدية، ربما لم يروا هذه المشاهد، وهي على العموم لا تهمهم في شيء..
مباشرة بعد ذلك خرج العمدة ليدافع عن هذه الزيادات، وكأنه القنصل الشرفي لشركة Alsa الإسبانية في طنجة، وقال إن الزيادات كانت مقررة سنة 2020، أي قبل أن تأتي تلك الانتخابات العجيبة بعمدة مثله إلى هذه المدينة المنكوبة.
المنتخبون بدورهم، إلا من رحم ربك، كانوا مثل القطيع التائه، قطيع لا يعرف ماذا يقدم ولا ماذا يؤخر، قطيع مختص في البحث عن “الهموز”.. قطيع جاءت به انتخابات عجيبة أخرجت حزبا ميتا من القبر وجعلته يتبوأ المقاعد الأمامية في الانتخابات، ومن صلبه خرج هذا العمدة العجيب.
وحتى الآن، فإن العمدة ليموري حقق إنجازا كبيرا منذ وصوله إلى العمودية، وهي أنه أنقذ شركته الخاصة من الإفلاس، بل وجعلها تكسب الكثير من المال والكثير من العلاقات، فالشركة التي يملكها عمدة تفتح في وجهها كل الأبواب، بينما لا يهم أن يتم إقفال كل الأبواب في وجه سكان طنجة.
كان من الممكن لعمدة طنجة وإمعته أن يخبروا سكان المدينة بموعد الزيادة في أسعار تذاكر الحافلات، على الأقل، وكان يمكن لأحفاد فرانكو أن يقوموا بدورهم بوضع إعلانات على حافلاتهم تخبر الناس بموعد الزيادات، لكن الاحتقار كان واضحا ومتعمدا للناس وللقانون، وهذا شيء لا يمكن أن يحدث سوى في طنجة.. وبالمناسبة نسأل حفدة فرانكو: هل كان ممكنا أن تقوموا في إسبانيا بما قمتم به في المغرب..؟!
ابتلع سكان طنجة مهانة الزيادة في تذاكر الحافلات، كما ابتلعوا أشياء كثيرة، وبعد بضعة أيام من ذلك خرج الوالي مهيدية يمتدح العمدة ليموري وكأنه يكتشف وجوده لأول مرة، وقال بالحرف: من آذى العمدة فقد آذاني..!
لا فض فوك أيها الوالي..! ولا حول ولا قوة الا بالله.