توفي أمس الخميس، بـ”عقبة فرنسيس” بطنجة، الشيخ محمد الطيب، أقدم مشردي مدينة البوغاز، وواحد من أشهر الشخصيات المثيرة بالمدينة، الذي جمع بين الفقر والحكمة والغموض.
محمد الطيب، أو “بابا الطيب” كما يحلو للكثيرين تسميته، لم يكن مشردا عاديا، ففي رحلته الطويلة بين دروب وشوارع طنجة، كان يوزع يوميا حكم القول والفعل على المارة.. لم يكن عنيفا ولا مجنونا، بل إن الكثيرين كانوا يستغربون عندما يرونه يقدم الطعام لمشردين آخرين، أو يحنو على بعضهم أو ينصحهم.
لم يكن “بابا الطيب” يهتم كثيرا بنظرات الناس، ربما لعلمه بأن سكان طنجة يعرفونه ويقدرونه ويعتبرونه، رغم بؤسه، رمزا لـ”حكماء الشارع”، حتى صار أيقونة “مشردي طنجة”.
رحل “بابا الطيب” في صمت، ولكن الرجل الذي عاش لغيره رغم فقره، أبى إلا أن يحرك العواطف تجاه الآخرين حتى وهو ينتقل إلى العالم الآخر، فوفاة “بابا الطيب” جعلت الكثيرين يدقون ناقوس الخطر حول وضعية مشردي طنجة، وخاصة كبار السن، التائهين بين شوارع مدينة شرعت في نزع جلباب الوداعة لترتدي ثوب الغيلان.
تعليق واحد
البا الطيب ناذرة من نوادر الزمان حباها الله بها ساكنة طنجة إلا أنهم عاقبوه بإهماله وإقصائه بتركه لجحيم الحياة وقسوة الطبيعة .