طنجة أنتر:
أصدرت رابطة علماء المغرب العربي بيانًا تحث فيه السلطات المختصة في المغرب والجزائر على التوجه نحو الحوار والتهدئة، بهدف تجنب استمرار المناوشات التي قد تقود الى الصراعات بين البلدين الجارين، مُعربة عن رفضها لشتى أعمال التعبئة والتجييش التي قد تصل إلى “حد الشيطنة”.
وشددت الرابطة على أهمية أن يتم جلوس الجانبين إلى “طاولة العلم والحكمة والعقل، لفض النقاط الاختلافية وحفظ مصالح البلدين”، وقالت إن “هذا نداء إلى أبناء المغرب العربي من حكام ومسؤولين وعلماء وشعوب، نداء من الله إلينا جميعا لنعتصم بحبل الله وأن ندع نزعات الشيطان التي تدفع الإخوة الأشقاء في الدين والدم والتراب إلى البغضاء والتقاطع”.
وجاء في بيان الرابطة “من منبر رابطة علماء المغرب العربي وعلى لسان كل مسلم غيور على الأمة الإسلامية جمعاء، وعلى هذا الرباط الإسلامي التاريخي الذي لم يستطع الاستعمار البغيض عبر قرون أن يوقع الفتنة بين أبنائه فغاظه ذلك، وانتدب بعض المفسدين ليحركوا الضغائن، ويوغروا الصدور ويوقعوا العداوة، مستعينا بإعلام مستأجر لا يصلح إلا لخلق الفتنة بين المسلمين”.
كما دعت إلى “المسارعة في الإصلاح الأخوي لرأب الصدع بين شعبين قد جمعتهما الجراح حتى صارا جسدا واحدا يشهد له التاريخ بمواقفه الزاخرة بهذا التعاضد الذي كان السبب الأول في طرد المستعمر البغيض من أرضه وبلاده”، موجهة الدعوة إلى “الحكومتين الشقيقتين، في الجزائر التي تمثل قلب المغرب العربي الكبير، والقلب يتسع للمحبة والإخاء والعفو، وفي المغرب الأقصى الذي يمثل الجناح الحاني والترس الواقي لمغربنا الكبير، أن يجلسا إلى طاولة العلم والحكمة والعقل ويصلحا ما بينهما بود، وأن يحددا نقاط الاتفاق والائتلاف، ويحددا نقاط الاختلاف ويسعيا إلى حلها”.
وشدد البيان على “ضرورة تشكيل كل من الشعب المغربي والشعب الجزائري لجانا للضغط على الحكومات من أجل المصالحة بين البلدين لما فيها من خير للوطن والشعب معا، وتكثيف الجهود لرأب الصدع وكبح جماح الشر واستثمار وسائل الخير في تنمية سبل الوفاق والائتلاف”.